أحمد القرشي

أحمد القرشي

مستثمرو نكبات

Sunday 10 June 2018 الساعة 08:41 pm

أعيدت الطفلة شيماء إلى والدها المتهم بتعذيبها بذلك الشكل المرعب. 
وقد ينصدم بعض الزملاء إذا قلت لهم إن إعادة شيماء لأسرتها كان، في اعتقادي، هو الخيار الوحيد أمام شرطة لا تمتلك أدنى إمكانات الاحتجاز القانوني. كما لا توجد أسر بديلة بسبب الحرب والفقر وتدهور الحالة الاقتصادية لغالبية الأسر.

ربما سبب استغرابكم من كلامي هو سماعكم عن ملايين الدولارات تُصرف لمساعدة أطفال اليمن، وهذا سبب عتبكم على الشرطة التي أعادت شيماء إلى مُعذبها. 
تطمنوا أيها الاعزاء والعزيزات: 
تلك الدولارات تذهب بعيداً جداً عن حقوق الطفل وحمايتها. تذهب إلى مافيا المساعدات الإنسانية ومستثمري نكبات الشعوب، بينما في بلادنا لا يوجد مركز إيواء واحد قادر على استقبال وإيواء طفلة معذبة أو مغتصبة أو ضحية اتجار بالبشر.

في بداية انكشاف الجريمة قمت بإرسال صورة شيماء إلى "جروب" خاص بشبكة تضم عشرات المنظمات الخاصة بحماية الطفل ووزارات ومؤسسات حكومية يمنية. سألتهم إن كانت هناك مؤسسة قادرة على تقديم حماية قانونية لشيماء. لم ترد أي مؤسسة على سؤالي. لا تمتلك أي مؤسسة وطنية القدرة على إيواء طفل وحمايته من العنف اليوم. 
تم القضاء على العمل الحقوقي وإفراغه من محتواه وإجباره على التوقف والتحول إلى مجرد ذكريات تحاول استعادة ذاتها المسلوبة.

الطفلة شيماء، أحد مؤشرات الوجع الذابح الذي يلتهم الطفولة اليمنية فيما يخص العنف الأسري بمختلف أشكاله البدني والجنسي والنفسي وغيرها من صنوف العنف والاستغلال والإهمال وسوء المعاملة.

كثيرة هي الجرائم ضد الأطفال، وقد تضاعفت بشكل لافت وغير مسبوق خلال السنوات الثلاث الأخيرة.

حقوق الطفل أصبحت مجرد اجتماعات جوفاء يتبادل المشاركون فيها الندب واستعراض العجز وخيبات الأمل والأكاذيب، في شكل تقارير ونشاطات غالبيتها وهمية بقصد شرعنة إنفاق مبالغ طائلة باسم حماية أطفال اليمن وتقديم مساعدات للضحايا، بينما الواقع يفضح تلك الأراجيف.