سنصل في نهاية هذا الدمار إلى اتفاق سياسي ينهي الحرب.
فلماذا لا نتفق الآن ونضع حداً لنزيف اليمن؟
اليمن التي تشظت وتمزقت وصارت شيعاً لا يجمعها جامع. قتل آلاف الشباب والنساء والأطفال، وأصيب مئات الآلاف ودمرت البنية التحتية.
الأخطر على المستقبل هو ذلك الشرخ الاجتماعي والعنصرية والمناطقية والفرز السلالي والمذهبي الذي يتم تكريسه في وسائل الإعلام.
الأخطر هو هدم التعليم وإخراج جيل جاهل لا يجيد سوى الموت والكراهية والعنصرية ضد بعضه البعض حتى في إطار الأسرة الواحدة.
لا يوجد مستفيد سوى تجار الحروب من جميع الأطراف المتحاربة.
الثارات الحقيقية تشتعل اليوم بقوة وهي في تنامٍ مستمر، وهذا لن يخدم السلم، والتعايش هو الأساس والذي لا خيار بديل عنه طالت الحرب أم قصرت.
سيتعايش يوماً ما الحوثي والإصلاحي والمؤتمري والسلفي وغيرهم من اليمنيين، فلماذا لا نعجل نحن المثقفين والحقوقيين والإعلاميين بوضع أساسات هذا التعايش وفي مقدمتها وقف الحرب وإنصاف المظلومين والتعويض بجبر الضرر وإشاعة قيم التصالح والتسامح؟
للأسف نجد الكثير من المحسوبين على النخب المثقفة وحتى الحقوقية تشتغل في إطار الشحن الخاطئ لليمنيين ضد بعضهم البعض.
المحارب أعمى وغبي، غالباً، ومن يوجهه ويستثمر قوته القاتلة هو المثقف والسياسي والحقوقي الذي يشتغل بشكل خاطئ وغير وطني وغير إنساني لا هدف له سوى الحصول على مال من دماء الأبرياء الذين يسقطون بسبب احتشاداته الكاذبة الخاطئة.
وبالتالي نستطيع القول اليوم إن المثقف والمفتي والسياسي والإعلامي الذي يحشد باتجاه العنصرية والكراهية والقتل هو قاتل رغم أن وظيفته الأساسية داعية حقوق إنسان. بل ويتحمل المسئولية الأكبر عن أي ضربة جوية أو قصف أرضي يزهق أرواح أبرياء ويدمر وطناً. ولو أن غالبية هذه الشرائح تصدت بأقلامها وفتاويها لآلة الموت التي تحصدنا منذ أربع سنوات وأكثر لكانت الحرب قد توقفت.