التهامي لو قلت له السلام عليكم، يعطيك ما في يده عن طيب خاطر.
يعطيك عشاءه ويبتسم حتى لو بات جائعاً.
غالبية قصور صنعاء وبيوتها بُنيت من خيرات تهامة سواءً كان مصدرها حلالاً أو غير ذلك. والكثير ممن عمروا العمارات والفلل وزينوها يعرفون مصادر الأموال التي بنيت بها.
اليوم التهامي تعرض لنكبة قاصمة اضطر معها للنزوح بسبب حروب لم يكن هو طرفاً حقيقياً فيها، وكانت صنعاء أحد أكثر المدن ملاءمة للتهامي النازح المنكوب.
للأسف الشديد، أصحاب العقارات تعاملوا مع نازحي تهامة باستغلال لظروفهم الاضطرارية. تعامل كثيرون مع التهامي بتعالٍ واحتقار وعنجهية.
بعضهم لا يتورع أن يلزمه بالخادم انتقاصاً من آدميته ومن كونه مواطناً جمهورياً لا فضل لصاحب الهضبة عليه في شيء.
البعض رفع أسعار الإيجارات بشكل جنوني. والبعض يطلب ضمانة في الإيجارات قبل التأجير من نازحين منكوبين.
الزمن دوار، والدنيا دول، ورغم أننا لا نتمنى الشر لأحد. لكن نقولها بصراحة: لن يستمر ذلك التهامي الطيب كما عرفتموه قبل هذه الحرب.
ما يفعله البعض مع نازحي تهامة من تعالٍ واحتقار وظلم رغم كل ما قدمت وتقدم لهم تهامة وأهلها من خير، لهو مؤشر لؤم وخسة وانتهازية ستعيد ترتيب الكثير من القناعات حول الطيبة والكرم والعطاء وحتى التسامح ودماثة الأخلاق.