فتاح الحميري

فتاح الحميري

التقسيط المريح لاستئصال الحوثية وأخواتها

Wednesday 27 June 2018 الساعة 08:22 am

"كغريق يتشبث بقشة"، هكذا هو واقع الحوثية وأخواتها، ولسان حالهم، وهم يتلقون الهزائم النفسية والمادية، بالتقسيط المريح، وفق استراتيجية واضحة المعالم لإنهائهم، ووفق خطوات متدرجة ومدروسة.. وكلما وجد بأن هذه القشة لم تغن عنه شيئا، منه حالة الغرق بالهزيمة والنهاية، بحث عن قشة أخرى، كما وجد نفسه يخسر ، وتتبخر كل أوهامه ومزايداته، فتتوالى هزائمه، وتبوء كل محاولاته التشبث بأي قشة بالفشل، وسيجد نفسه كل يوم يهوي للأسفل.

تدرك الحوثية وأخواتها بأنهم أصبحوا في مرحلة العد التنازلي، وأنهم يخسرون بالتدريج كل يوم، وبأن خسارتهم بطريقة متدرجة ومدروسة، وعبر مراحل وخطوات متأنية، هي الأشد خطرا عليهم، لأنها تجتث جذورهم بشكل نهائي، وتقتلع مخاطرهم من الأعماق، فتعيد الحياة والبيئة غير صالحة لوجودهم وتواجدهم، وامكانية عودتهم من جديد.. كما هو شأن الحرب العسكرية بالساحل الغربي وتهامة، وما لحق بالحوثي من هزائم عسكرية متتالية، متوافقة ومتوازنة مع العمل على انتزاع مخاطره وآثاره والغامه الفكرية والسياسية والاجتماعية، التى زرعها في أعماق المجتمع وعقول البعض، كما تنتزع الألغام المتفجرة التي وضعها على الأرض، وفي المواقع الاستراتيجية والهامة.. وتثبيت الانتصارات، وإعادة تطبيع الحياة، وعودة الأمن والطمأنينة إلى نفوس وقلوب الأهالي الذي ارعبهم الحوثي بإرهابه عبر فترة ليست قصيرة، وإغاثتهم بكل احتياجاتهم، وإمدادهم بكل ما أحرمهم الحوثي من ضروريات الحياة.

التقسيط المريح في هزيمة الحوثي وانهائه، واغاثة الشعب وتوفير احتياجاته الحياتية، والتدرج بنزع مخاطره والغامه على كافة المستويات، بحالة من النباهة والذكاء، والخطوات والاستراتيجيات المدروسة، هي حرب أشد خطرا وأكثر جدوى في استئصال الحوثي وجماعته الإرهابية، وأعدائه التقليديين من الجماعات الإرهابية الأخرى التي أصبحت تستشعر قوة وجدية هذه الاستراتيجية في اجتثاث الإرهاب، وأصبحت في حالة من التخبط والارتباك، والقلق والتناقض والتشتت، ونكون بهذا قد حققنا أول ضربة غير مباشرة ضدها، أصابتها في مقتل، حتى أفقدتها توازنها واربكتها تماما، وهيأتها لتلقي مزيد من الانهزامات والخسارات في ملحمتنا الوطنية ضد الإرهاب باختلافه.

هكذا سوف نحافظ على انتصاراتنا وتراكماتها، بكل قيمها المادية والمعنوية، وجوهرها الأخلاقي والإنساني والوطني، ونواصل مسار تطوراتها الطبيعية وفق خطوات متدرجة واستراتيجيات مدروسة، تجعل العدو يدافع بعشوائية وارتباك، ويحرق كل أوراقه دفعة واحدة، وبطريقة مرتعشة.. سنجلعه يتعرى أكثر ليدرك البعض بالأدلة والبراهين العملية حجم ما يحمل هذا العدو من توحش وإرهاب وشر، وما يمثل من خطر على الحياة.. سنفاجئه ونباغته بطرق وأساليب ومكائد حربية تجعله ينتحر ويقتل نفسه بنفسه.. سنتفنن بجعله يوجه إرهابه وتوحشه ضد نفسه، وننقذ المجتمعات والمدنيين والعالم والحياة من سوئه وإجرامه وإرهابه.