فضيحة القرن، هي فضيحة أخلاقية وسياسية، وهي كذلك فضيحة عقل ومنطق وأخلاق.
هي تلك الفضيحة المخزية للحوثي حين أراد أن يقاتل بالسجناء، وأن يأخذهم للدفاع عنه بالقوة.
بين هؤلاء السجناء.. لربما مختلون ومجرمون وأشخاص يعانون العقد النفسية الصعبة.. حُرم من الحرية والحياة الطبيعية، وظلت حياته حبيسة جدران زنزانته، وروتين يومي، ممل وقاتل من المآسي والأشجان، ومع كل هذا.. فقد أثبت بعض هؤلاء أو معظمهم بأنهم أشخاص طبيعيون، ويتمتعون بصحة نفسية جيدة، ولايحملون أي ضغينة ولم تخبئ أنفسهم أي حقد للمجتمع، كما أنهم مع كل ما هم فيه من الضيق والتعاسة بسبب السجن، إلا أنهم يحبون الحياة ولم يقرروا الانتحار، ورضوا بعقابهم الطبيعي أو بالظروف التي أدت بهم إلى السجن، في ظل تمسكهم بحالة جيدة من الاتزان والعقل والتقديرات الصحيحة للمواقف.. بخلاف الحوثي وقادته وما يحملون من حقد وضغينة على المجتمع ويسعون لتدميره، كما أصبح الحوثي وقادته بكل وضوح مجرد مأزمين نفسياً ومختلين، يسعون للانتحار، ويلقون بالآخرين للمحارق والحروب العبثية.
حينما يتضح للعالم كله بأن هذه الجماعة أصبحت شريرة وإرهابية ومجرمة ومنتحرة، حاملة الحقد والشر على الوطن للعالم، إلى حد بأن مختلين ومجرمين ومأزمين نفسياً بسبب السجن أو كان مصيرهم السجن، عبروا عن موقف طبيعي يوضح بأن شر الحوثي وإرهابه وإجرامه وتوحشه بلغ مراحل متطورة ومتقدمة وغير طبيعية، وبأن هذه المرحلة غير الطبيعية من إجرام الحوثي وجنونه وإرهابه وتوحشه، لم يعد بالإمكان معاقبة الحوثي ومعالجة اختلاله كما هو شأن المجرمين الطبيعيين بالسجون، وإنما الحل هو قتله وإنهاؤه واستئصاله نهائياً، فلا حل منطقي مع مجرم ومتوحش وصل هذا الحد غير الطبيعي بشهادة واضحة وجلية يمكن الاعتماد عليه بكل ثقة.
ومع كل هذه الأدلة الواضحة والواقع الشاهد على خطر الحوثي وإرهابه وتوحشه، وبأنه لاحل معه غير إنهائه، تسعى مواقف دولية لمحاولة الاستبسال للدفاع عنه وإنقاذه، تحت مبرر السلام والحل السياسي.
في الواقع إن أي دفاع عن الحوثي، أو التوهم بأن الحل السياسي والسلام سيجدي معه، بعد أن اتضحت وسائله وشره وإرهابه إلى حد أراد أن يزج بالسجناء إلى محارقه؛ تعد فضيحة القرن.
فضيحة القرن التي عرت الحوثي وعبرت عن إفلاسه بعد أن استخدم الدين والوطنية والسلالية والعنصرية كوقود لمعاركه، وبعد أن اتضحت حقيقته وانتهت قوته، فلم يعد قادراً على الحشد باسم القيم والدين والوطن والسيادة، فعاد إلى حقيقته يحشد تحت اسم الكراهية والحقد والعنصرية، حتى إنه أصبح لم يعد لديه من جنود إلا السجناء لجأ إليهم، ومع هذا فقد تفوق الحوثي بإرهابه وشره وإجرامه وحقده، وعبر بعض السجناء عن رفضهم لأن يساقوا إلى معارك ومحارق الحوثية؛ لأنهم مازالوا يتمتعون بصحة نفسية وعقلية نسبية وحب لمجتمعهم ووطنهم، بينما الحوثي قد تجاوز أعلى النسب باختلاله وإجرامه ومرضه النفسي وانتحاره وتدميره للوطن.
شكراً أيها السجناء.. الشرفاء، لقد وصلت رسالتكم للعالم لتقولوا لهم من هو الحوثي، وفضلتم الموت المباشر على يد الحوثي، على الموت في محارقه التي تدفعه إليها أمراضه وإرهابه وتوحشه.