ظهور العميد طارق صالح كبطل وطني، في مرحلة صعبة ومعقدة يمر بها الوطن، وكالعادة كما هو في سائر تأريخ وحياة الأمم والشعوب، يظهر الأبطال في أصعب وأشد مراحلها انهزاماً وانكساراً، بسبب جراحات عميقة ومآسٍ وأحزان متجددة تعيشها الأمه، خيبات وانصدامات متتالية تفقد الشعب ثقته بنفسه وثقته وأمله بكل شيء، لتجارب مريرة ومؤلمة خاضها في التجمهر والانخداع بأبطال مزيفين، حين يكتشف حقيقة هذا البطل الزائف، يلعق جراحه بكل أسى وحزن، وحين يتضح أن كل ما كان ليس إلا مسرحيات هزيلة ودجلاً، يجرب بطلاً آخر يسوق لنفسه هذا البطل الزائف الآخر ، بأنه بطل لأنه جديد ومختلف وعلى النقيض ومؤيد من الله، وبوقت قصير يتضح بكل جلاء بأن هذا ليس إلا مجرماً وإرهابياً، وبينه وبين البطولة بعد المشرقين، يحاول الكثير جعل من أنفسهم أبطالاً في مواجهته، لأن الواقع والشعب والوطن يحتاج إلى بطل لمواجهة هذا المجرم والإرهابي، ولم يعد الشعب بحاجة إلى من يستغله حاجته، فالواقع يحتاج من يثبت، وهنا تبخر كل الأبطال وانتهوا وفشلوا، واتضح بأنهم ليسو أبطالاً، بل مجرمون ومتاجرون بالجراحات ومستغلون لعواطف الشعب، ولفرص الحرب والصراع.
وفي ظل هذه الأزمة.. والشح في ظهور بطل حقيقي، يكون قادراً على إثبات بطولته حقاً على الواقع، حتى كاد الشعب يعلن يأسه وخيبته ويكفر بكل بطل، ويتخيل بأن الشعب والوطن قد انهزموا ولم يعد لهما قضية، وأن الصراع وتناقضاته يصب في مصلحة مجرمين وأبطال زائفين وارهابيين.
في ظل الظلام الدامس، واليأس الذي يملأ القلوب، تفاجأ الجميع بفجر جديد.. ظهر بطل بملامح جديدة وحقيقية للبطولة، هنا تنفس الشعب الصعداء، وعادت له أنفاسه وانتظام نبضه، وعادت له القوة والثقة بنفسه وببطله الجديد، الذي سيلحق بركبه أبطال مختلفون، ليشكلوا ملمحة الوطن المفصلية، فنحن شعب يولد الأبطال، ويصنع المعجزات، مهما مرت بنا من المراحل الصعبة والمآسي والانتكاسات.
إنه طارق أيها السادة، الذي أصبح الشعب صغيره وكبيره يعرفه، ويثق به كبطل وطني.
طارق بطل حقيقي.. فلم يزايد ولم يدعِ، ولم يلقِ خطابات للشعب، كما هو شأن الأبطال المزيفين.. وإنما يتواصل مع الشعب من خلال انتصاراته على الواقع، وهذه هي اللغة التي يتكلم بها الأبطال الحقيقيون مع شعوبهم، بينما الأبطال المزيفون يعطون للشعب خطابات وكلاما، ويثبتون بالواقع عكس كل ما قالوه.
حين خاطب الأبطال المزيفون الشعب بكل شرائحه، وخاطبوا الجيش وخاطبوا العالم، بخطابات كلها دجل وابتذال، ألقاها أبطال مزيفون، وبكل غرور وسذاجة وغباء خاطبوا المهنيين والمختصين بسخافات لايقبلها عقل ولامنطق، ووضعوا أنفسهم أوصياء على الشعب، دون أن يكون لهم أي مؤهل حقيقي ولا استحقاق في أن يخاطبوا شعبا ويتدخلوا في مصيره؛ لولا تقلبات الأيام ودوران الزمن والأخطاء الوطنية الكبيرة التي ساقتنا تراكماتها وانفجاراتها، لتكون بصالح مليشيات إرهابية، وشخصيات كل ما كان لديها أنهم رجال دين وطائفيون، وعملاء لدول تدعم الإرهاب، لما وصل هؤلاء الإرهابيون والاقزام إلى هذا الحد.
أبطال مزيفون، كتوكل كرمان، وعبد الملك الحوثي، خاطبوا شعبا، ووعدوه بأن يجعلوه ينعم بالجنة على الأرض، والآن يعرف الشعب بأن هؤلاء دجالون وأشرار.
البطل الحقيقي لم يخاطب منتسبي الجيش في بداية تجهيزاته ومعاركه، رغم حاجته الماسة لهم، خاطبهم بالوقت الذي حقق انتصاراته الكبرى ضد العدو، بهذا الوقت يحق لهذا البطل الذي قلب المعادلة، وإنهاء أسطورة الحوثي وداس عليها تحت النعال، أن يخاطب الجيش ويدعوه للقتال كقائد عملي للنصر وللجيش.
يعرف بطلنا الحقيقي.. بأن الشعب مع كل ما يمنح هذا البطل من الحب والثقة، والتلهف والشوق لخطابه له، لكنه يدرك بأنه ليس وقت هذا بعد، لأنه يعرف بأن الشعب قد أشفى بعض غليله لانتصاراته ضد الحوثي، ورغم الأهمية الكبرى والعظمى لما تحقق في ظرف صعب ومعقد، إلا أنه ليس النصر الأكبر الذي يريده الشعب ويتطلع إليه، ويريد تحقيقه بأسرع ما يمكن.. ولذا فقد اكتفى بخطاب جنوده الذين بالميدان، والذين لم يصلوا الميدان بعد للانضمام ورفد المعركة والملحمة الوطنية، لأنه قد أعاد للجندي والقائد العسكري الوطني، كل روحه المعنوية والوطنية، سواء ذلك البطل الذي بالمعركة، أو ذلك الذي لايزال في حالة التأهب والاستعداد.
وضع بطلنا النواه الأولى، والمسار الاستراتيجي، لإعادة بناء وتأسيس جيش وطني، مبني على عقيدة وطنية، وبعيدا عن التأثر بالجماعات الدينية وإرهابها، جيش قوي المعنوية والعزيمة والثقة بنفسه وبقائده، وببطولاته الوطنية وملاحمه الكبرى، وانتصاراته العظمى، جيش يعرف أعداءه حق المعرفه، ويعرف كيف ينتصر عليهم ويزيل خطرهم، ولايسمح لإعادة إنتاج هذه الأخطار.
أيها البطل.. والشعب اليمني يتابع خطابك لجنودك وجنود الوطن الأبطال والشجعان، فإنه أحس بأجمل معاني السعادة الوطنية، وهو يتطمن على مصير الوطن والشعب ببزوغك كقائد وطني بطل، أعدت للجيش وللشعب وللوطن قدسيتهم وكرامتهم وعزتهم، من بين أنياب جماعات دينية إرهابية متوحشة، دنست وأهانت وحرفت كل القيم والمقدسات.
أيها البطل.. يتطلع الشعب اليمني بكل لهفة وشوق وفخر واعتزاز إلى انتصاراتك المتتالية، وهو ينتظر الوقت الذي سوف توجه خطابك له، ويعرف أن التوقيت هو حين تظفر بانتصاراتك الكبرى، ويرجو أن يكون ذلك أقرب ما يمكن.
أيها البطل.. إنه شوق شعب عظيم، لبطل وطني وعظيم، وهنا مشاعر وطنية متأججة يصعب التعبير عنها.
بطل وطني حقيقي، شعب عظيم، جيش وطني جديد.