بعد التعريف العام للحوثي بأنه "سلطة كهنوت يسعى لإعادة عجلة التاريخ إلى ما قبل 1400عام".
أخذ يتسلسل بأفكار متتالية لتوضح طبيعة الحوثي العامة وبعض أهم تفاصيله، من حيث أساليبه الإعلامية والسياسية، بدجله الإعلامي، وزيفه وتناقضاته، وشعاراته الكاذبة، وخيانته لكل العهود والمواثيق، وأنه يسعى لتجويع الناس وإفقارهم لأجل تركيعهم له وإذلالهم، وبأن قتاله أصبح هو الحل الذي لامفر منه.
توجيه الخطاب لمنتسبي الجيش والأمن، بالدعوة لإعادة تشكيل الجيش بروح وطنية جديدة والالتحاق بالجيش الوطني ليس في الساحل وحسب، وإنما بكل مناطق الجيش الوطني الذي يقاتل الحوثي.
أشار إلى نصر الله وطائفيته وكيف أن نصر الله أمس كان يبشر بجيش عبدالملك الذي سيرفده لتحرير الأقصى، واليوم يتمنى لو أنه مع مقاتلي الحوثي بالساحل الغربي، وبأنه يسعى لإشاعة وترويج الفتنة الطائفية، وهذا التنطع وإشعال الفتنة الطائفية مرفوض، وسوف يواجه بكل حزم وقوة ، فنحن نقاتل لأجل وطننا وأرضنا ومرتباتنا وكرامتنا ، وهم يقاتلون من أجل الطائفية والكهنوت، ومن أجل إفقار اليمنيين واستعبادهم، ولإقناع الناس بأفكار طائفية دخلية على المجتمع اليمني، للحوثي عمالاته السياسية العابرة للحدود، وعلاقاته السياسية المشبوهة، التي ظهرت بعض ملامحها مؤخراً، والتي هي على خلاف مايرفع من شعارات وما يقول لأتباعه، ونحن عملاتنا هي لأرضنا ولوطننا وبيوتنا، ولاؤنا لله وللوطن.
وحين أشار العميد طارق إلى الضغوطات الدولية لإيقاف تحرير الحديدة ، فإنه قد ألمح بأن تحرير الحديدة بل وتحرير اليمن كاملة هي مسألة وقت لا أكثر، فالمشي بخطط مدروسة للتحرير والتدرج بالانتصارات هو ما يعمل عليه.
وما هو الأهم هو إيضاحه لمدى خسارة الحوثي لمقاتليه وللمعركه، فقتلاه بالمئات إلى حد أنه يجرفهم بالشيول وفي ظل خسارة هذا العدو وانكساره وانهزامه فإنه لم يعد أمامه إلا الحيلة الإعلامية، فالحوثي يضحي بعدد كبير من مقاتليه ليصور مقطع فيديو بأنهم يحرقون عربة، فلم يعد لديه أي أهداف عسكرية يحافظ عليها، أو يواجه ويصد الهجمات، وإنما بلغ مرحلة متقدمة جداً من الانهيارات، والانكسار المادي والمعنوي.
يعد هذا التأكيد من العميد طارق على مدى انهزام وانكسار الحوثي هي حقيقة الشعب كان يحس بها ويدركها تماما، وإنما عمل العميد طارق على تأكيد هذه الحقيقة وايضاحها للشعب، فهي تعد أكبر هدية وبشارة للشعب من العميد طارق وكل أبطال جبهة الساحل.
بهذا الخطاب الواضح والصادق والبليغ، وبهذه البشارات الرائعة، استطاع طارق رفع معنويات الجيش الوطني وتعزيز وطنيتهم وعزيمتهم القتالية في إنهاء الحوثي، واستجاب الكثير ممن كانوا لم يلحتقوا بعد، لدعوة طارق للانضمام للجيش والجبهات لقتال الحوثي، وكذلك أخذ الحيطة والحذر الشديد لما حذرهم منه والانضباط التام بالتعليمات.
أصبحت الكثير من العبارات من خطاب طارق، تردد في مجالس اليمنيين وتجمعاتهم وفي وأحاديثهم ونقاشاتهم المختلفة، فقد كان خطاب طارق هو خطاب انتصار عام ومبدئي للشعب المغلوب والوطن المكلوم، يظل الشعب بحالة تطلع وشغف وشوق لبطولات جبهة الساحل ولخطابات العميد طارق القادمة، وهو على إيمان وقناعة بأنه قاب قوسين أو أدنى من الانتصارات الكبرى، وطي مرحلة الحوثي وسوئه وإجرامه.
فالنصر دائماً هو للشعب وللوطن وللحرية وللكرامة، وتذهب الكهنوتية والطائفية وأوهام القداسة والإرث الإلهي إلى مزبلة التاريخ، بعد أن يحطمها أبطال وأسود ولاؤهم لله وللوطن.