قناة المسيرة الحوثية.. تفضح طبيعة التحالف بين الإخوان والحوثي، وتدشن أول بداياته الخجولة والوقحة بآن واحد، عبر برنامجها مع الحدث بتاريخ اليوم... خصصت المحور الأول من البرنامج للكلام عن مظاهرات محافظة المهرة، تكلم ضيوف البرنامج بلغة الدفاع المبالغ بها، عن المظاهرات السلمية الحضارية الراقية -حسب زعمهم وتوصيفهم - وعن أخطاء وتدخلات وتوحش السعودية والإمارات، والتحالف عموما، وعن بطولة ووطنية المسؤولين في المحافظة الذين كانوا وراء تحريك هذه المظاهرات، وعن إدانتهم واستنكارهم لقيام هادي بإقالتهم.
إذا كنت كمواطن عادي، أو كمتابع ومراقب ومهتم، يمني أو عربي أو غربي، فإنك تصاب بالحيرة والتعجب! فتضحك بسخرية من سخافة هذه الميلشيات، التي تمارس القتل والتوحش والإجرام وخيانة كل القيم، ثم تستخدم الدين والمظاهرات وادعاء الوطنية والسلمية والتحضر، وتقوم بتحالفات وتناقضات غبية ومفضوحة، إلى حد أنها تنقلب كأنها نكتة مبتذلة ومضحكة، وليست تصرفات واقعية، وشر البلية ما يضحك، فتتأكد هل فعلا هذه هي قناة المسيرة الحوثية؟! وهل من كان وراء المظاهرة المفتعلة والمشبوهة هم الإخوان أم الحوثيون؟! فتتوصل إلى حقيقة واضحة مفادها أن هذا البرنامج وهذه القضية، تعبر عن بعض ما دار وراء الكواليس من اتفاق عام، ولربما خاص حول هذه المظاهرة، وعلاقة الحوثي المباشرة بالموضوع، بسبب الحدود بين المهرة وسلطنة عمان، المشكوك في أمرها وعلاقاتها الخفية والظاهرة بالحوثي.
هذه الاتفاقات العامة والخاصة بين الحوثي والإخوان، تحمل هدفاً عاماً يجمعهم كتحالف كبير قادم، بينهم كميلشيات دينية إرهابية، برعاية من قطر، وعلاقاتها الإقليمية المشبوهة، بتركيا وإيران، فلم تحترم قطر أمتها العربية ومحيطها الخليجي، وما تريد تلك الدولتان الإقليميتان من إحداث توسع ونفوذ لهما، على حساب أمننا القومي العربي.
فقد أدمنت قطر عاداتها السيئة القاتلة، ولم يفد معها بعد الخطوات الأولية بعزلها تأديباً لها، من قبل دول الخليج وبقية الدول العربية والإسلامية، ودول غربية بعض الشيء؛ لثنيها عن ما تقوم به من الأخطاء والمخاطر الكبيرة بحق عروبتها ومحيطها الخليجي، وبحق الأمن والسلم الاجتماعي الدولي، وبحق القيم الإنسانية والدينية والأخلاقية، التي تحرم وتجرم دعم الإرهاب.
تواصل قطر، بكل سذاجة ومكر، دعم الميليشيات الإرهابية المختلفة، والتنسيق مع تركيا وإيران، فجميعهم يشتركون بنفس الأهداف الإرهابية الخبيثة، لهدف إحداث الفوضى والفتن، وفتح مشاكل جانبية، لعرقلة مسار التحالف في إنهاء انقلاب الحوثي، وإبقاء اليمن في حالة من المشاكل الصغيرة والميليشيات الإرهابية المختلفة، وإحداث تعثر في إعادة بناء الدولة الوطنية، واجتثاث وإنهاء جذور الإرهاب بالمنطقة.
يبقى السؤال: أي جناح من الإخوان سعى لهذا، وقبل العرض القطري، بل الإخوان اتباع لقطر كيف ما أرادت، وللمال من أين ما أتى؟!
بالتأكيد إنهم إخوان تركيا، أي القيادات التي في تركيا وليس في السعودية، كون الذين في السعودية لايجرؤون لعدة أسباب... ولكنهم كما قال الكاتب السعودي... "كلهم توكل كرمان" أي أن القيادات كلها تفكر بنفس منطق توكل كرمان وشلة تركيا، في التنكر للمملكة ومهاجمتها إرضاءً لقطر، لولا وجودها داخل الرياض.
من ناحية عملية وواقعية، ينبغي أن نتجاوز فكرة الكاتب السعودي، مع كل ما فيها من مرارة وحقيقة، ونقول إن القيادات الإخوانية التي في الرياض هي الأعقل والأنضج، مقارنة بحماقة القيادات التي في تركيا، وبالفعل فهذا الأمر لربما يكون صحيحاً حتى جزئياً، وبالتالي نحمل القيادات التي في الرياض المسؤولية بتواطؤها أو رضاها أو تنسيقها السري، مع هكذا أعمال وتحالفات ترعاها قطر، هذا أولاً. ثانياً، تمكنهم من المقدرة السياسية والميدانية والإعلامية، ليقوموا بإجهاض وإيقاف وإفشال، كل هذه الأعمال والخطط، التي تقوم بها القيادات الإخوانية بتركيا، فنستطيع إحباط وإنهاء فرصة قطر وسوء نيتها بطعن التحالف، في إنقاذ الحوثي، وفتح مشاكل جديدة أمام السعودية والإمارات والتحالف، في هذه المرحلة، والوقت الحساس جداً.