الوعي السائد في الجنوب وما يصدر خلاله من خطاب كارثي وله تبعاته السلبية مستقبلاً...
الوعي السياسي حتى لدى من نعدهم نخبة يمارسون السياسية بنفس شعبوي، لا يفرقون بين الوضع ما قبل 2015 ولا ما بعده، ولهذا يعجزون عن تصدير خطاب سياسي يتوافق مع وضعنا الراهن.
ليس هذا فحسب، حتى الكيانات السياسية في الجنوب المحرر تخشى أن تكاشف الشارع الجنوبي بالحقيقة، وتخاف على نفسها من أن تصطدم بوعي الجنوب الذي كانت هي جزءاً منه منذ 2007، ولهذا تلجأ إلى الهروب إلى الوراء وأحياناً كثيرة تفضل مواراة تفاهماتها السياسية مع مختلف الفرقاء السياسيين والعسكريين، لتبقي الشارع في حيرة من أمره، وتجعله فريسة سهلة لكل الخطابات والشائعات الصادرة من مختلف المطابخ السياسية لخصومها.
لهذا نشاهد اليوم منصات التواصل الاجتماعي تعج بالشائعات والفتن وكيل الاتهامات المتبادلة، والواقع يتماشى مع كل ما يشاهده ويقرأه ويستهلكه يومياً.
والمؤسف في كل هذا أن كل الأطراف وخصوصاً الجنوبية تخسر مقابل أن تكسب الأطراف السياسية المحسوبة على الشمال بشقيها المحسوبة على الشرعية والمناوئة لها.