التعاطف مع نازحي تهامة أو أي نازح ومنكوب شعور راقٍ يحمل دلالات إنسانية عظيمة؛ لكن تعمد توظيف أو استغلال معاناة المنكوبين سلوك مشين؛ أقذر من القذارة ذاتها، سيما إذا كان لخدمة أغراض سياسية أو لاستقواء طرف على طرف آخر ضمن تصفية حسابات خاصة.
خلال الأسابيع الأخيرة شهدنا وقرأنا أخباراً عن استهداف نازحين من محافظة الحديدة، كما حدث في المنصورة عندما قتل شخص وأصيب آخرون بقنبلة يدوية، أو ما حدث في مخيم النازحين في الرباط محافظة لحج والتي تكشفت في الاخير بأن لا علاقة لها بالنازحين التهاميين لذاتهم، وإنما حوادث بعيدة كل البعد. فالقنبلة استهدفت عمالاً في جولة القاهرة بينهم تهاميون. والاشتباكات في منطقة الرباط كانت بسبب نزاع على الأرض، حسب بعض المصادر ولم يكن الهدف النازحين أنفسهم.
وللأمانة، فإننا كتهاميين لم نجد من أهلنا وإخواننا في المحافظات الجنوبية سوى كل الحب والتقدير والتعاطف، ولا نشعر بغربة ولا استهداف لكوننا تهاميين.
ندعو كل الأخوة الإعلاميين والناشطين وخاصة التهاميين إلى التريث وعدم تناقل أو كتابة أي أخبار في ظاهرها الدفاع عن التهاميين باعتبارهم مستهدفين من إخوانهم الجنوبيين أو غيرهم.
فنحن مظلومون منهوبون مقصيون بذات القدر الذي تعرضوا له، إن لم يكن أكثر منهم. وهم يدركون ذلك جيداً. ويدركون أننا لم نكن يوماً طرفاً في ظلمهم، ولم يثبت أن تهامياً مارس أي نوع من البلطجة أو القتل أو النهب أو الإقصاء ضد أي مواطن في الجنوب أو الشمال، فهذه ليست من طباعنا، ثم إنه لم تكن بيد أي منا سلطة لممارستها.
حروب عدة اشتعلت خلال العقود الأخيرة في الجنوب، فكانت تهامة ومحافظة الحديدة بالذات أحد أهم الملاذات للمنكوبين وطالبي العمل والاستقرار والبعد عن المشاكل. ومدينة الحديدة وكثير من مديرياتها مليئة بالتهاميين ذوي الأصول الحضرمية واللحجية والعدنية والأبينية والشبوانية وغيرها.
كما أن مدينة عدن ذاتها بها الكثير من الأسر المنحدرة من زبيد وحيس وبيت الفقيه وغيرها من مديريات الحديدة.
لم يحدث يوماً أن تعاملنا كتهاميين بعنصرية أو انتقاص أو تعامل سيء مع أي جنوبي سواءً في تهامة أو غيرها، وبالتالي فإننا اليوم نجد تعاملاً طيباً وإنسانياً على المستوى الرسمي والشعبي.