عبدالفتاح الصناعي
سلام المبعوث الأممي والسلام الوطني
حينما يحترق بيت أو محل، هل يكفي أن نتكلم عن الإطفاء وأهميته ونكتب عن الإطفاء حتى ينطفئ كل شيء.. لا بالتأكيد سيكون علينا الذهاب لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، حتى يصل الإطفاء، وإن ما تم حرقه لن يعاد، الإطفاء فقط يخمد النار المشتعلة بكل ما خلفته من خسائر وضحايا، كما أنه لاشأن له بأسباب أي حريف قادم، قد يحصل بعد ساعات أو لحظات أو أيام.
هكذا هو السلام الذي يأتي به المبعوث الدولي.. ليس إلا محاولات لإطفاء نار الحرب المشتعلة، إن فشل كما هو دائما زاد من اشتعال نار الحرب،وإن حالفه النجاح فلن يعيد خسائرنا ولن ينتزع كل مخاطر الاشتعال ويوفر لنا أجواء وأدوات ووسائل السلامة كما يجب.
السلام كحقيقي وجوهري.. هو شأن وطني خالص علينا أن نتدبر أمرنا ونسيطر على وطننا ونخلق توجها ومؤهلات تمكننا من تحقيق سلام وطني حقيقي بانتزاع كل المخاطر وعوامل الاشتعال.
السلام الذي يأتي به المجتمع الدولي، في أحسن أحواله وإن حالفه الحظ والنجاح، هو إطفاء سطحي لنار تتأجج وتشتعل من الداخل.
ونحن نتمى ونأمل تحقيق السلام.. علينا أن ندرك بأن السلام هو مسؤولية وطنية ومعركة صعبة ومعقدة كما هي الحرب أيضا، السلام الوطني هو تفكير ومنطق وطني جديد وخلق آليات ووسائل سياسية مختلفة، وانتزاع أفكار التطرف والقوى التي أشعلت النيران وأججت الصراع وعاثت وعبثت ودمرت، ونبذها فكريا واجتماعيا، وشل وتعطيل قدراتها نهائيا، وليس إعادتها للحياة ولإشعال الحرائق بطرق وصيغ جديدة.