محمد عبده الشجاع
الرهان على اليمنيين.. سيُفشِل كل المخططات العبثية "قلعة القاهرة أنموذجاً"(2_2)
يقول صمويل جونسون، لكي يتعلم الجميع أن يقولوا الحق، يجب أن يتعلموا سماعه.
ما لم يتجاوز هذا الجيل الذي ولد قبل أربعة عقود وجيل الوحدة اليمنية، كل العوائق الذهنية، ويتفرغ للاشتغال على المستقبل؛ فإنه سيبقى حبيس الرجعية، مثله مثل القوى العتيقة، بشقيها "السياسي، والديني" والتي لم تستطع الفكاك من النظريات والرؤى والشخوص، والسفسطائية، علينا تجاوز الماضي والبناء بدل كيل التهم والتباكي وحتى المديح المبالغ، من أجل أن نثبت أننا أصحاب همة ورؤى، وأن مشهدي قلعة القاهرة وجامعة إب، مشهدان متناقضان لن يجتمعا، فذاك يحمل مشروع الخروج من بوتقة الحرب، والآخر يسعى إلى الدخول في نفق جديد ومظلم.
والخير هنا "أن نشعل شمعة بدلاً من أن نظل نلعن الظلام".
علينا أن نحاسب أفكارنا قبل استعراضها، بما يتوافق مع طموحاتنا وواقعنا، وما يحقق ملاذاً لنا بعيداً عن اللغط التقليدي، لأن الاقتراب من الحق الحقيقة دون إجحاف أو مزايدة أمر بالغ الأهمية، حيث وإن هناك أحداثاً سريعة ينتجها الواقع من عام لآخر، تحتاج منا للتوقف ليس للصراع عليها كما يحدث اليوم بين ثوار 2011م وأنصار النظام السابق، والمؤكدين على أن الجنوب كان أفضل قبل الوحدة، والمعارضين بأنه كان أسوأ، والداعين إلى أن الانفصال كخيار صائب وسليم، والاختلاف حول من سلم صنعاء للحوثيين، الإصلاح أم المؤتمر؟ أضف إلى ذلك قبائل الطوق.. هل هي قبائل خائنة ومنقسمة عبر التاريخ، أم بياعة، أم محكومة بأحكام من "تزوج أمنا أصبح عمنا"، أم أن الأمر مختلف كلية ويدخل في إطار النسبية، والكثير من قصص الجدل حول ما يجري في تعز وإب.
لا يمكن أن نتجاوز هذه المرحلة المضطربة ونحن بهذا التفكير.
بالأمس أثير جدل واسع حول "الأعمال" المخفية للراحل "عبد الله البردوني" في ذكرى رحيله التي تصادف ال30 من أغسطس من كل عام، وهو أمر بالغ الأهمية يثار كل عام، فيما تظل الخلافات بين أفراد أسرته هي العائق الرئيس لعدم رؤية هذه الأعمال النور.
العجيب هي التباينات التي انتشرت حول إخفاء أعمال البردوني، فقد كتب شاب وهو صديق ورئيس لأهم نقابة تأسست خلال الفترة الحالية تهتم "بالغُصن" على حساب الجذع والجذور.. كتب بما معناه أن علي عبدالله صالح هو من عمل على إخفاء مؤلفات عبد الله صالح البردوني، وهو من حاربه وأهمله، وهو من زوّجه بنت "الجرافي" لتكون جاسوسة عليه بمساعدة من "حسن الشاطر"، وكان يريد أن يكمل بقوله؛ وهو نفسه من طلب من عزرائيل أن يقبض روح البردوني ليخلصنا من شروره، إلى جانب ألفاظ جارحة لا تليق بنقدنا للواقع ولا للشخوص، ولا تعطي نتيجة؛ كي نبني عليها حقيقة أو معلومة.
أيضاً هناك من إذا تذكر الأيام الجميلة، والماضي الأجمل قال: كنا في عهد محمد سالم "با سندوة"، طيب هذا شيء رائع طالما وقد عدت للماضي أمر طبيعي أن تعرج على محاسن الحكومات التي سبقت، من المؤكد أن لها حسنات، حكومة عبد العزيز عبد الغني، عبد الكريم الإرياني، عبد القادر با جمال، علي محمد مجور، ليس عيباً، حيث وإن جميع هذه الحكومات متقاربة، نعم والله إنها متقاربة، الفارق كله مجرد سنة من الربيع القحط وتجاوزناه إلى ربيع آخر أقحط.
إلا إذا كان ذكرك لبا سندوة وحده يأتي من باب تجاوز الماضي وليس تجاوزاً للذاكرة.
هذه ليست ثوابت حتى يتم استعراضها، لكن كلما كان النقد بَناءً وبعيداً عن المغالطات، كان الواقع سليماً والمستقبل معافى، وكلما كنا شجعاناً في نقد ذواتنا ومحيطنا بدون تعصب كنا أكثر نضجاً.
لا أدعي المثالية في نقدي للماضي والتعاطي مع الواقع، بقدر ما أحاول أن أبعث السلام في أرواح أرهقها الجدل، وأصبح عادة سيئة لم تخرجنا لطريق بقدر ما تزيد من معاناة هذ المجتمع.
نحن بحاجة لمشاهدة جيل متنور، يحاول بقدر الإمكان ركل البؤس الذي تراكم، وركل الحرب والاقتتال، بالدفاع عن آماله وطموحاته، والوقوف ضد كل الأعمال الشاذة، والخرافة التي تكاد تأتي على كل شيء، وجعل الحقيقة نجمة نهتدي بها، والحقيقة هنا ليست نسبية بقدر ما هي دستور.
لابد من استغلال وسائل التواصل الاجتماعي (السوشل ميديا) للتعريف بالمستقبل وشكله، وأدوات الوصول إليه، فهناك محطات أكثر بؤساً تنتظرنا على المستوى الاجتماعي، والسياسي، والاقتصادي، والثقافي، والجغرافي، والديني للأسف.
لسنا ملائكة ولكن يجب علينا أن نواجه من أجل أن نكون فاعلين، وهي دعوة لكل الشخصيات المتفاعلة، والشباب الذين لهم تأثير في المجتمع، والذين بنوا لهم تجمعات "وامبراطوريات" داخل هذا العالم الافتراضي.
ثمة قيم تنهار وأخلاق تكاد أن تموت، وأعراف قد تندثر، ونعرات تستيقظ، وأفكار تورق بالضغينة، نحن بحاجة لرد الاعتبار لعقولنا أولاً، ولوطننا الذي تعرض للكثير من الابتزاز، سواءً من قبل فاسدين أو من الآخر، ولكن بالعلم والمعرفة، والحقيقة، وتجنب الأحقاد.
لابد من أن نعيش الواقع بعيداً عن الموروث المفخخ، والأحداث المزيفة، والجدل الحزبي والأيديولوجي العقيم.
إن التغيير بحاجة لشجاعة أقوى من تلك التي نتسلح بها في الجبهات، التغيير البعيد عن التصورات الوردية، والشعارات الضيقة والمحدودة.
الرهان على اليمنيين يمنح الجميع الثقة، ويرسم طريق التصالح فيما بينهم، سيخلق جيلاً لا يتردد في قول الحق، ولا يغرق في الماضي، وهو الكفيل بجعل الوسطية دستوراً، والنظام السياسي أقل فساداً، والحياة الاجتماعية قائمة على السلام والتسامح.
لابد من الاشتغال على المؤسسات الثقافية، والنقابات المنتجة، ومراكز الأبحاث المتخصصة، كي نخلق نخباً بيروقراطية، ومجتمعاً متماسكاً، فما ينتظر هذا الوطن وما يتربص بنا أبشع مما قد نتصوره.
لابد أن نفوت الفرصة على كل التجاذبات والاتفاقات السياسية التي تصنعها مراكز القرار العالمي، وأن نكون أكثر صحوة.
اليوم الآمال معلقة على اجتماع "جنيف" واجتماعات أخرى هنا أو هناك، وهذا أمر اعتيادي في أوقات الحروب والصراعات، لكنه غير صحي ما لم يكن القرار بيد اليمنيين، وما لم يحمل المتحاورون على عاتقهم أن ثمة كوارث إنسانية تنتظر ملايين الناس، والله المستعان.
يقول صمويل جونسون، لكي يتعلم الجميع أن يقولوا الحق، يجب أن يتعلموا سماعه.
ما لم يتجاوز هذا الجيل الذي ولد قبل أربعة عقود وجيل الوحدة اليمنية، كل العوائق الذهنية، ويتفرغ للاشتغال على المستقبل؛ فإنه سيبقى حبيس الرجعية، مثله مثل القوى العتيقة، بشقيها "السياسي، والديني" والتي لم تستطع الفكاك من النظريات والرؤى والشخوص، والسفسطائية، علينا تجاوز الماضي والبناء بدل كيل التهم والتباكي وحتى المديح المبالغ، من أجل أن نثبت أننا أصحاب همة ورؤى، وأن مشهدي قلعة القاهرة وجامعة إب، مشهدان متناقضان لن يجتمعا، فذاك يحمل مشروع الخروج من بوتقة الحرب، والآخر يسعى إلى الدخول في نفق جديد ومظلم.
والخير هنا "أن نشعل شمعة بدلاً من أن نظل نلعن الظلام".
علينا أن نحاسب أفكارنا قبل استعراضها، بما يتوافق مع طموحاتنا وواقعنا، وما يحقق ملاذاً لنا بعيداً عن اللغط التقليدي، لأن الاقتراب من الحق الحقيقة دون إجحاف أو مزايدة أمر بالغ الأهمية، حيث وإن هناك أحداثاً سريعة ينتجها الواقع من عام لآخر، تحتاج منا للتوقف ليس للصراع عليها كما يحدث اليوم بين ثوار 2011م وأنصار النظام السابق، والمؤكدين على أن الجنوب كان أفضل قبل الوحدة، والمعارضين بأنه كان أسوأ، والداعين إلى أن الانفصال كخيار صائب وسليم، والاختلاف حول من سلم صنعاء للحوثيين، الإصلاح أم المؤتمر؟ أضف إلى ذلك قبائل الطوق.. هل هي قبائل خائنة ومنقسمة عبر التاريخ، أم بياعة، أم محكومة بأحكام من "تزوج أمنا أصبح عمنا"، أم أن الأمر مختلف كلية ويدخل في إطار النسبية، والكثير من قصص الجدل حول ما يجري في تعز وإب.
لا يمكن أن نتجاوز هذه المرحلة المضطربة ونحن بهذا التفكير.
بالأمس أثير جدل واسع حول "الأعمال" المخفية للراحل "عبد الله البردوني" في ذكرى رحيله التي تصادف ال30 من أغسطس من كل عام، وهو أمر بالغ الأهمية يثار كل عام، فيما تظل الخلافات بين أفراد أسرته هي العائق الرئيس لعدم رؤية هذه الأعمال النور.
العجيب هي التباينات التي انتشرت حول إخفاء أعمال البردوني، فقد كتب شاب وهو صديق ورئيس لأهم نقابة تأسست خلال الفترة الحالية تهتم "بالغُصن" على حساب الجذع والجذور.. كتب بما معناه أن علي عبدالله صالح هو من عمل على إخفاء مؤلفات عبد الله صالح البردوني، وهو من حاربه وأهمله، وهو من زوّجه بنت "الجرافي" لتكون جاسوسة عليه بمساعدة من "حسن الشاطر"، وكان يريد أن يكمل بقوله؛ وهو نفسه من طلب من عزرائيل أن يقبض روح البردوني ليخلصنا من شروره، إلى جانب ألفاظ جارحة لا تليق بنقدنا للواقع ولا للشخوص، ولا تعطي نتيجة؛ كي نبني عليها حقيقة أو معلومة.
أيضاً هناك من إذا تذكر الأيام الجميلة، والماضي الأجمل قال: كنا في عهد محمد سالم "با سندوة"، طيب هذا شيء رائع طالما وقد عدت للماضي أمر طبيعي أن تعرج على محاسن الحكومات التي سبقت، من المؤكد أن لها حسنات، حكومة عبد العزيز عبد الغني، عبد الكريم الإرياني، عبد القادر با جمال، علي محمد مجور، ليس عيباً، حيث وإن جميع هذه الحكومات متقاربة، نعم والله إنها متقاربة، الفارق كله مجرد سنة من الربيع القحط وتجاوزناه إلى ربيع آخر أقحط.
إلا إذا كان ذكرك لبا سندوة وحده يأتي من باب تجاوز الماضي وليس تجاوزاً للذاكرة.
هذه ليست ثوابت حتى يتم استعراضها، لكن كلما كان النقد بَناءً وبعيداً عن المغالطات، كان الواقع سليماً والمستقبل معافى، وكلما كنا شجعاناً في نقد ذواتنا ومحيطنا بدون تعصب كنا أكثر نضجاً.
لا أدعي المثالية في نقدي للماضي والتعاطي مع الواقع، بقدر ما أحاول أن أبعث السلام في أرواح أرهقها الجدل، وأصبح عادة سيئة لم تخرجنا لطريق بقدر ما تزيد من معاناة هذ المجتمع.
نحن بحاجة لمشاهدة جيل متنور، يحاول بقدر الإمكان ركل البؤس الذي تراكم، وركل الحرب والاقتتال، بالدفاع عن آماله وطموحاته، والوقوف ضد كل الأعمال الشاذة، والخرافة التي تكاد تأتي على كل شيء، وجعل الحقيقة نجمة نهتدي بها، والحقيقة هنا ليست نسبية بقدر ما هي دستور.
لابد من استغلال وسائل التواصل الاجتماعي (السوشل ميديا) للتعريف بالمستقبل وشكله، وأدوات الوصول إليه، فهناك محطات أكثر بؤساً تنتظرنا على المستوى الاجتماعي، والسياسي، والاقتصادي، والثقافي، والجغرافي، والديني للأسف.
لسنا ملائكة ولكن يجب علينا أن نواجه من أجل أن نكون فاعلين، وهي دعوة لكل الشخصيات المتفاعلة، والشباب الذين لهم تأثير في المجتمع، والذين بنوا لهم تجمعات "وامبراطوريات" داخل هذا العالم الافتراضي.
ثمة قيم تنهار وأخلاق تكاد أن تموت، وأعراف قد تندثر، ونعرات تستيقظ، وأفكار تورق بالضغينة، نحن بحاجة لرد الاعتبار لعقولنا أولاً، ولوطننا الذي تعرض للكثير من الابتزاز، سواءً من قبل فاسدين أو من الآخر، ولكن بالعلم والمعرفة، والحقيقة، وتجنب الأحقاد.
لابد من أن نعيش الواقع بعيداً عن الموروث المفخخ، والأحداث المزيفة، والجدل الحزبي والأيديولوجي العقيم.
إن التغيير بحاجة لشجاعة أقوى من تلك التي نتسلح بها في الجبهات، التغيير البعيد عن التصورات الوردية، والشعارات الضيقة والمحدودة.
الرهان على اليمنيين يمنح الجميع الثقة، ويرسم طريق التصالح فيما بينهم، سيخلق جيلاً لا يتردد في قول الحق، ولا يغرق في الماضي، وهو الكفيل بجعل الوسطية دستوراً، والنظام السياسي أقل فساداً، والحياة الاجتماعية قائمة على السلام والتسامح.
لابد من الاشتغال على المؤسسات الثقافية، والنقابات المنتجة، ومراكز الأبحاث المتخصصة، كي نخلق نخباً بيروقراطية، ومجتمعاً متماسكاً، فما ينتظر هذا الوطن وما يتربص بنا أبشع مما قد نتصوره.
لابد أن نفوت الفرصة على كل التجاذبات والاتفاقات السياسية التي تصنعها مراكز القرار العالمي، وأن نكون أكثر صحوة.
اليوم الآمال معلقة على اجتماع "جنيف" واجتماعات أخرى هنا أو هناك، وهذا أمر اعتيادي في أوقات الحروب والصراعات، لكنه غير صحي ما لم يكن القرار بيد اليمنيين، وما لم يحمل المتحاورون على عاتقهم أن ثمة كوارث إنسانية تنتظر ملايين الناس، والله المستعان.