ليست مبالغة حين نقول إنّ وضع بلادنا اليوم كارثيّ بكل المقاييس، وإنه بات يهدّد بالأسوأ في كل لحظة، في ظل ما يجري من صراع، وما وصل له حال الوطن والشعب من تشظٍ وضياع.
كنّا نأمل أن يتوافق اللاّعبون السياسيون أو بالأحرى المتصارعون "دُمى الداخل" على وجود حل للأزمة التي اختلقتها صراعتهم وجشعهم، وأن تكون مشاورات جنيف 3 فاتحة لحل شامل كامل ناجز، لإخراج البلاد من الصراع والأزمة السياسية والاقتصادية التي تردّت فيها وسُحق المواطن الغلبان دون رحمة تحت عجلة الغلاء والتجويع، كانت أقل تقديراتنا كشعب أن تخرج مشاوراتهم بما يخفّف، على الأقل، من أزمات الوطن وحدّتها ووطأتها لاسيما على الحياة المعيشية وبما يؤدي لصرف المرتبات، ليستعيد الاقتصاد نشاطه وتدور عجلة المقدرة الشرائية للفئات الضعيفة.
لكن للأسف، تخلف وفد صنعاء واختلق الأعذار والحجج، مفضلاً مئة خبير ومقاتل لبناني مأجور طائفي على مصير شعب بأكمله، واستمراء عذابات الشعب لينفذ المناط به ممن يتبعهم، أصر الحوثي أن يؤكد عبثية المحاولات السلمية معه، وكشف مرة أخرى أنه يقامر بالشعب ومأساته لأجل مشروعه الدموي، وحروبه اللامتناهية، وكأنما النكبة الأولى التي نكب الشعب بها "الجرعة ومسرحية دخول صنعاء" لم تكن كافية، ولم يشعر بتأنيب ضمير لما لحق الشعب بسببه وما وصلت إليه الأمور نتيجة أطماعه وسلاليته ومشروعه الكهنوتي الذي أدخل البلاد سريعا في دوّامة صراع عبثي ودمار كلي مازال مستمرا الى اليوم.
يقال إن السياسة هي فن الممكن، ولكن مع هذه الجماعة الرافضة لصوت العقل، والغبية بكل منطق السياسة تصر على المضي قدماً في تنفيذ ما أوكل لها تنفيذه، دون أدنى شعور بالمسؤولية وانعدام كلي بالوطن والوطنية، فبدلاً من أن تعمل هذه الجماعة على التكفير عن ما اقترفته بحق الوطن والشعب، وتسعى لإخراج البلاد من مأزق الأزمات التي اصطنعتها بجهلها وغطرستها، والالتفات إلى صوت العقل والسلام وتطلعات المواطنين الذين مجّوا السياسة وفقدوا الثقة في السياسيين، مضت الجماعة في تكريس لغة الحرب والدم، غير آبهة بما وصلت له أوضاع الناس من تردٍ معيشي بسبب نهبها لرواتبهم، وتلاعبها بقوتهم اليومي، وتدميرها لعملتهم الوطنية بعد أن نهبت ودمرت كل مؤسسات الدولة، فأوجدت مجتمعا منقسما بين أغنياء يزدادون غنى وفقراء يزدادون فقرا، بين نخبة سياسية معزولة وأغلبية صامتة تبدو غير معنية بصراعات السياسيين، ومجموعة انتهازيين يديرون البلاد و يتحكمون في مصائر العباد.
ينشد اليمنيون السلام شمالا وجنوبا، شرقا وغربا، فقد ملوا الصراعات، وكرهوا أن تظل قياداتهم مجرد دُمى تحركها مراكز نفوذ في دول الاقليم والعالم، ولربما بات لسان حال اليمنيين يقول توافقوا، اتفقوا، سارعوا بإنقاذ اليمن قبل اندلاع الحريق الذي لن ينجو منه أحد، فثورة الجياع تلوح في الأفق، وسيتكرر مشهد الباستيل الفرنسي وستعود مقصلة لويس لتدق أعناقكم، فالشعب لم ير منكم سوى أزمة تلد أخرى، حروب وصراعات..
- أزمة سياسية
ـ أزمة اقتصادية ومالية
ـ أزمة اجتماعية
ـ أزمة مؤسساتية
ـ أزمة ثقافية هويّة
ـ أزمة أخلاقية.. اليمن تغرق في مستنقع الأزمات.