خلاصة الحوثي في خطابه الطائفي الإرهابي الأخير.. هي خلاصة للحوثية كفكر ديني مريض ومنحرف، ضال ومضل.. بعيداً عن أقل معاني العقل وخارج سياق الحياة وتطورات الإنسانية.
باسم الدين الإسلامي العظيم، وباسم النبي الطاهر الكريم، وباسم صراعات تاريخية عاشتها الأمة كما عاشتها أمم قبلنا، يسوق الحوثي مجموعة من التخبطات والجهل التي تعبر عن معاني الانحراف القيمي والفكري والديني والأخلاقي والإنساني.
يرتبك الحوثي ويتناقض وهو يوغل بالدجل والخرافة محاولاً تغطية ذلك بالدين كلما أحس بأن الشعب اليمني لم يعد تنطلي عليه هذه الأوهام والأباطيل والدجل والفكر الديني الطائفي المريض، لأن تجربته العملية والواقعية التي خلص فيها إلى معرفة الحقيقة الحوثية، كتجربة مريرة دفع ثمنها باهظاً.
الحوثي الذي كان يسوق ويروج لنفسه بأنه على نقيض التكفيريين ومن يسعي لمحاربتهم، هو اليوم يكفر الآخر المختلف معه سياسياً، بطريقة ضمنية، بل وصريحة!
كان الحوثي يحتفل ويخطب في مناسبات مختلفة يستغلها لإعلان طائفيته وتبعيته وهو يتباكى بطريقة مخادعة وادعاء للمظلومية، للحشد والتعبئة الطائفية والإرهابية، ثم للاستقواء والاستعراض وإعلان قوته وسيطرته، واليوم ها هو يخطب وهو ينعي نفسه وهزيمته.
تفصلنا قرون عدة عن خلافات وصراعات سياسية عاشتها الأمة في مرحلة معينة، قد عاشت الأمم خلافات وصراعات أشد منها دينياً وسياسياً، بل عاشت حروباً عالمية مرعبة جداً، وتجاوزت كل تلك الصراعات ومراراتها، ولم يعد أحد ينبش تلك الصراعات ليجعل منها عقيدة دينية وسياسية.. لكن الحوثي لا يخجل من تخلفه وجهله.
يدرك الحوثي بأن أيام التباكي وخداع الشعب وأيام الفهلوة قد خلت ولن تعود، وبأنه اليوم ليس باستطاعته أن يخدع أحداً بخطابه الظلامي، وأن تباكيه لم يعد له أي تأثير أو صدى ليغتر به البعض كما كان سابقاً، كما أنه اليوم نفسه لا يستطيع أن يتباكى كما كان، فهو اليوم يبكي حقيقة بكل مرارة، ولكن ليس على تلك الأحداث التاريخية الغابرة، وإنما على نفسه وانهزاماته ونهايته السيئة، والشعب يعيش أجمل لحظات سعادته وأمله وأحلامه الوطنية، وهو يشاهد تبلور أحداث نهاية هذا الإرهابي الشرير.