مجاهد القب

مجاهد القب

تابعنى على

مناهضو انقلاب الأمس شركاء انقلابيي اليوم !!

Saturday 22 September 2018 الساعة 06:48 pm

لنعد قليلاً إلى الوراء.. لتستعد أذهاننا رحلة الحوثيين من أقصى الشمال، مروراً بالعاصمة صنعاء، دفة قوتهم كانت هناك.. امتدوا شرقاً حتى تخوم حضرموت وجنوباً ليخضعوا عدن تحت سطوة البطش.

تخلص الحوثيون ممن يرون أنهم ربما يكونون خطراً عليهم مستقبلاً وإن كانوا سبباً في منحهم عوامل التمكين وآلياته..
أطبق الحوثيون قبضتهم أكثر حول عنق هذا الشعب المنهك بالحروب والأزمات.

طوال رحلة التمكين التي تشابه تسميةً وفكراً ما يدعيه الأخوان المسلمون حول الوعد الإلهي بالتمكبن..

دفعت البلاد الآلاف ممن كانوا ضحايا مشروع التمكين الإلهي لهم، مدنيين ومقاتلين.

مع كل منطقة يخسرها الحوثي، يعتبر من فيها دواعش ومرتزقة وعملاء.

أمطر الحوثيون عشرات المدن والقرى بآلاف القذائف، ونشروا عشرات آلاف الألغام، لتستمر حلقة الموت المتصلة عقوداً من الزمان.

مع رحلة الانحسار الكبير خسر الحوثيون المزيد من آلاف المقاتلين.

بدأ رحلة العودة نحو الشمال.. معاقلهم في الشمال ذاته لم يعد آمناً لهم..

بين الحين والآخر تخر جباه الحوثيين أمام ملالي طهران معلنين الولاء والخضوع، وأنهم على استعداد أن يفنوا عن آخرهم لقاء مشروع الموت الأبدي.

انحسرت قوتهم.. أضحى مستحيلاً استعادة كل مدينة تخرج من تحت قبضتهم.

الحركات المؤدلجة تناسخت من بعضها الدموية ونشر الموت والدمار.

في رحلة السقوط الكبير قام الحوثيون بجرائم مشابهة لما فعله داعش في العراق وسوريا..
الموصل وحلب تشبهان تماماً ما حدث للدريهمي والقرية الصغيرة منظر، وما ينوون ارتكابه في مدينة الحديدة.

تحول الغزل الخجول بين حركتي الأخوان والحوثيين إلى زواج معلن برعاية قطرية تمكنت من إيقاف جبهات المعارك والتفرغ للساحل لم يبق منه سوى 100 أو أقل.

إنهم الحوثيون.. كل من عارضهم أو حتى أفصح عن رغبته بالبقاء حياً، يلصقون به تهمة العمالة للسعودية والإمارات وأمريكا، بينما يرون في إيران والتمويل القطري تمسكاً بالوطنية وتشبثاً بها.

في رحلتي الصعود والانحسار، دمر الحوثيون الهوية والانتماء للوطن.. ساعد تطرفهم على نشر التطرف المضاد..
ساعد تدمير الهوية على البحث عن مخرج للنجاة من سطوتهم وبطشهم عن حائلٍ يلجأ إليه الفارون من آلة قمعهم.

يرى الأخوان المسلمون في اليمن أن القضاء على الحوثيين إيذان بمعركة جديدة معهم، فتأهبوا لما يرونه خطراً قادماً.

الخراب والدمار واستمرار دوامة القتل ترى فيه الحركات المؤدلجه بيئةً خصبة لبقائها وانتشارها.

لم يستفد الأخوان مما حدث لجماعتهم في مصر وسوريا وليبيا بمختلف مسمياتهم في تلك الدول التي كانوا ينوون إضافتها في مشروع التمكين الدولي الكبير "التنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين".

لم يلتفت الحوثيون إلى القتلى والخراب والدمار الذي أحدثه حلمهم الكهنوتي التوسعي.

ولم يعتبر الأخوان مما حدث للحوثي أو حتى لهم في اليمن.. نسي هؤلاء 21 من سبتمبر المشئوم.

أضحى مناهضو الانقلاب الحوثي شركاء أمناء للانقلابيين أنفسهم، وحراساً يقظين يذودون عن حياض ملالي قم.