أمين الوائلي

أمين الوائلي

تابعنى على

عن الجوع والجن وقطر والتحالف في اليمن!

Monday 01 October 2018 الساعة 11:26 am

الجميع مسئولون عن جوع ومجاعة اليمنيين ومعاناتهم. دجل ونفاق الهاشتاغات والمشاعر المعلبة والتباكي الأجوف لن يشبع جائعا.

الإنسانية المعلبة في صور وتغريدات لم تعد تصلح حتى كمخدر مؤقت ولا لتلميع الوجوه وتبييض صفحاتكم.

بدون دولة حقيقية ومؤسسات لن تحل أزمة اقتصادية. وبدون إنهاء الإنقلاب لن تعود دولة ولا مؤسسات. وبدون رجال وأمناء على المسئولية لن ينتهي الانقلاب ولن تعود دولة ولن تحل أزماتنا المرشحة للتفاقم.

لن ينهار البلد وينجو الريال. ولن يتوقف انهيار العملة والاقتصاد من تلقاء نفسه. لجنة أو مائة لن تحل المشكلة بمعزل عن دولة ومؤسسات ودورة اقتصادية حقيقية.

أربعة أعوام تتسولون العالم باسم اليمنيين. فأثريتم حيث أنتم. وتفاقم الفقر والجوع هنا.

جميع المساعدات والهبات لن توفر أو تضمن عيشة كريمة ولن تؤمن حياة مستقرة لليمنيين. لا يشرف اليمنيين أن تتكرس بفضلكم انطباعات سيئة حيالهم كشعب جائع متسول. أنتم كذلك ربما. لكن ليس شعبنا.

يجب أن يمتلك اليمنيون حريتهم وبلادهم ودولتهم القادرة على القيام بمسئولياتها تجاه شعبها.

منذ أربع سنوات وصور الجوعى والهالكين جوعا ومرضا تملأ الشبكات والمواقع والجرائد والمحطات. ليست جديدة.

كان يفترض أنكم كما قلتم وجادلتم دائما كنتم والتحالف تنجزون خلال ذلك مسئولية التحرير وإنهاء الإنقلاب.

اليوم وبدلا من ذلك تدعون اليمنيين إلى الخروج والنزول والانتفاضة ضد الحكومة والتحالف وتقولون "الاحتلال"!!

وأنتم المتحكمون والحكام في هذه السلطة منذ كانت سلطة انتقالية وحتى اليوم.

وماذا عن الانقلاب والانقلابيين؟ أم أن التصالح أقرب وأصلح من التحرير؟

وهل زج الجوعى والمشردين والنازحين في أتون ثورتكم وانتفاضتكم الجديدة هذه 
وجحفلة اليمنيين ضد بعضهم مجددا، هل سيحل مشاكل العملة والاقتصاد والوقود والأسعار والجوع والأمراض والنازحين والمشردين وغيرها؟

نعم هناك جوع وفقر ومجاعة والمأساة اليمنية تتسع وتكبر كل يوم. 
وهذا ليس كشفا من عندياتكم. هذا هو الواقع.

مسئوليتكم كانت في الحد من المأساة ومراكمة الحلول والمعالجات بالتوازي مع التحرير.

لكنكم تفرغتم للمشاريع والحسابات الخاصة والتخندقات الخاصة والصراعات القذرة. وراكمتم ثرواتكم واستثماراتكم في الخارج ومأساة اليمنيين في الداخل.

ثوراتكم وانتفاضاتكم الملعونة هي التي أوصلتنا إلى ما وصلنا إليه. 
تقترحون إذا ثورة وانتفاضة أخرى؟ 
ولماذا لا تنفقونها هذه المرة ضد الانقلاب كحل مرض وعملي؟!

المتخمون والمفندقون يغردون بكثافة، بعد أربع سنوات من الإثراء والاستثمار في الدم اليمني.

"انتفاضة" و"نازل" و "شباب فوث السلطة" وغيرها، كلها شعارات وهاشتاغات يطيرونها من حيث هم في الدوحة واسطنبول.

السحرة أنفسهم يتقمصون أقنعة الثوار مجددا. لكأنهم طائفة من الجن لا تنضبط لهم هيئة ولا تمسك لهم وجها.

هذا لن يحل أي مشكلة أو يوقف انهيار العملة والاقتصاد.

لكنه يخدم مصلحة قطر ضد السعودية والإمارات في حسابات المتاجرين بجوع ومجاعة اليمنيين الآن.

تجار الحروب والثورات والدماء والجوع والصراعات يستسهلوا خداعنا مرة بعد مرة.

يكفي، تجملا بالمشاعر الطارئة، أن يغردوا أحيانا بصور من جوعنا وموتنا ويناشدون العالم منحنا مساعدات وهبات آنية ويتقاذفون المسئولية بينهم وربما رموها علينا آخر الأمر.

جميع المشاركين والشركاء في الحكم والحكومة ينددون بـ"الانهيار الاقتصادي"!

انهم على الأهبة الآن ليقفزوا مجددا من المركب.

نفس الكيانات والوجوه تفعل ما اعتادت عليه دائما.

لطالما أجادوا الهروب إلى الأمام وامتطاء معاناة ويأس الجماهير إلى دورة تالية من اللصوصية والوصاية على اليمنيين.

المأساة اليمنية الكبيرة، أنتم أكبر الفاعلين فيها. وأكبر إشكالياتها
وبدون حلكم لن تحل.