يقال إن أي شيء غير شرعي له عقوبة أو هو نتاج عمل لا مشروع ولا مقبول، فكيف إذا كان الشيء غير الشرعي هو سؤال أو مجموعة أسئلة.. أسئلة غير شرعية تستحق الرجم حتى الموت وإلى جهنم وبئس المصير واحذر من مجرد قراءتها لأن كاتبها وقارئها وناشرها ومن يتناقلها في منافي جهنم ولا يشفع له القول: (ناقل الكفر ليس بكافر)..... اطرحها بوعي ومسؤولية وبكامل قواي العقلية ولا أخشى فيها لومة لائم.
ومن جملة الأسئلة الـتي يفكر بها كل مواطن يمني في حال صفى ذهنه ونسى جزءاً من همومه وأخذ استراحة من المعاناة التي يتجرعها كل دقيقة، سؤال دائم ومستمر مُحزن ومبكٍ، ألا وهو: هل يعرف الساسة وطبقة المنتفعين وتجار هذا الخراب الذي نعيشه "ما هو الوطن"؟!
ما هي قدسيته؟! و ماهيته بالمقام الأول، هل الوطن اسم أم مسمى؟! أم هو مجرد عبارة اعتدنا على سماعها وترديدها حتى صارت مجرد "لفظة" في قاموسنا وموروثنا اللغوي؟!
هل يدركُ الساسة وكل نخبنا السياسية أن الوطن أكبر من كل الأسامي والمعاني هو رحم الأم الذي نترعرع فيه ويرعانا ويحملنا في أوردته وشرايينه أجنة وصغارا وكبارا يرضعنا حبه ويحمينا من جور الزمن وخبايا الأقدار، يطعمنا الأمن والسلام ويهدينا البسمة والريحان يتعلق بنا ونتعلق به كحبل سري يفدينا ونفديه بغض الطرف عن انتماءاتنا ومذاهبنا وقبيلتنا ومناطقنا فكل هذه الأمور يفترض أنها تتماهى تحت سقفه.
نحلم بوطن ربما لا يعرفه الساسة ولا يفكرون به، وبالأحرى نحلم بوطن لا أعتقد أن الساسة يريدون له أن يكون...
فهل من المنطق أن يكون الوطن هو "اليمن" الذي تختزله جماعة الحوثي أو فصائل الإسلام السياسي فيها وفي نهجها، وفكرها، فالحوثي وكما نعيشه في صنعاء والمناطق المتوشحة بسواد كهنوته، يريد بكل غباء أن يختزل اليمن بكل زمانه ومكانه، حضارته وهمجيته، انتصاراته وانهزاماته، أفراحه وأتراحه؟ مفكريه وجاهليه، يختزل كل شيء في قابيل وهابيل ويحول أبناءه إلى صنفين لا ثالث لهما: قاتل أو مقتول.. أو كما يقول أتباعه "مسّلمين تابعين" أو منافقين!!
يُصر "الحوثي" بكل قوة ولؤم أن يحول الوطن في عهده "السلالي الأسود" إلى شيطان رجيم يغوي الجبل بمقاتلة الوادي واليابسة مقاتلة الفراتين، يغوي السفهاء مناصبة العداء للنبلاء، ويجند كل أبناء الوطن فرقا وشيعا تقاتل بعضها البعض في حرب بسوس تمتد من سفر التكوين إلى تشييع التكوين بعد قيام الساعة... لقد حوّل الحوثيون لفظة "الوطن" لأداة للتآمر، وما أصعب أن يتآمر الوطن علينا ليتحول إلى عبوة ناسفة تنسف كل شيء، تنسف دين الله وقيمه وتنسف شرفنا وكبرياءنا وهويتنا وتاريخنا وحضارتنا حتى همجيتنا كانت عزيزة علينا نسفتها بهمجية عنيفة مستغلة مستبدة.
إن وطننا الذي نحلم به قطعاً لن يكون ما يريده الحوثي خاصة وبعض الساسة عموماً، فالشعب سيبحث عن ألف طريق وطريق لبناء وطن جديد خالٍ من أدران جماعات الإسلام السياسي والحقد العقائدي والأيديولوجي، وطن يستحق شرف انتمائنا وثمن دمائنا وأن يكون وطناً بمقاسات كبريائنا لنفخر به ويفخر بنا... لا وطناً نخجل منه ويتبرأ منا..