لو أن كثيراً من "المتصدقين والمتصدقات" يدركون بأن حماية كرامة الإنسان خير عندالله من إشباعه وهو مهان بلا آدمية، لأحدث ذلك الفهم فارقاً كبيراً في حياتنا كيمنيين.
حماية كرامة وآدمية الفرد أو ما نعرفه اليوم ب"تعزيز وحماية حقوق الإنسان" يعد أحد أهم وظائف الأديان والتدين؛ فهو حماية مباشرة للشخص الضحية وحماية وقائية للمجتمع المحيط به وحماية وقائية غير مباشرة لأموال المتصدقين واستثماراتهم حاضراً ومستقبلاً.
ولو أنهم وعوا ذلك ومارسوه كواجب إنساني ومسؤولية اجتماعية لكانت حياتهم وحياتنا أفضل ونسبة الجريمة أقل ونسبة مشاركة عالية في التنمية والإنتاج.
لكن غياب الوعي لدى الأغنياء والأنانية المسيطرة على تفكيرهم تدفعانهم إلى الاستئثار بالمال والتنعم به في الدنيا والآخرة، غير مدركين أن إسهامهم في نصرة المظلوم وحماية كرامته له فوائد مباشرة على أمن واستقرار وتنمية المجتمع الذي هم جزء منه، وهذا بدوره سيسهم في تحسين سبل معيشة المجتمع وخفض السلوك العدواني فينعكس إيجاباً على الأمان الشخصي والمالي ويضاعف الأرباح.
لا يدركون أن التبرع لحماية ومناصرة ضحايا العنف الجنسي -مثلاً- بنسبة من أموال الصدقات التي يبددونها سنوياً على طوابير المتسولين في رمضان دون رؤية ولا هدف ولا نتيجة سيسهم في وضع حد لغالبية الانتهاكات والجرائم المنتشرة في مجتمعنا بحق الفئات الضعيفة والأضعف كالأطفال والنساء والفتيات وأن إنفاقها على حماية مجتمعهم من الوحوش البشرية هو الخير بعينه وسيكون له عظيم الأثر على صون كرامة وشرف بناتنا وإخواتنا وأطفالنا. فإلحاق العقوبة القانونية بحق مغتصب طفل أو امرأة يزجر الفاعل ويردع المئات من المجرمين عن ذات السلوك، وهذا يوفر حماية وقائية لآلاف الضحايا المفترضين أيضاً.