لا تغضب ولا تنفعل إذا اتهمك أحدهم بالنفاق أو الإرجاف، فتلك هي ألفاظهم التي لقنوها ويرددونها كما الببغاوات، ولا تتضايق مطلقاً إن وصل بأحدهم أن يتهمك بالكفر لمجرد نقاش، بل بالعكس عليك ان تبتسم وتعطف على بساطة عقلية الذي يتهمك فتلك هي بضاعته وبضاعة الجماعة التي يتبعها.
يكثر الاتهام بالنفاق والزندقة والكفر في المجتمعات المسلمة خصوصاً في اليمن، في ظل جماعة الحق الإلهي "الحوثية" وبشكل متطرف ويومي، وللاتهامات التي يطلقونها دلالات كثيرة:
أيها الحوثي والمتحوث، عندما تتهم الآخر بالنفاق والإرجاف والكفر فانك في الحقيقة تتهمه لانه لا يؤمن بما تؤمن به وهذا يدل اما على الانانية او ضيق التفكير او التركيز فقط على معتقداتك، فالاتهام بالكفر يأتي أيضاً من قلة الثقافة والاخلاق، ولعدم تقبل وجهة نظر الاخر في الحياة اليومية ويعتبر هذا جزءاً لا يتجزأ من العقلية الدكتاتورية "الكهنوتية" المستبدة- عقلية فرض الرأي الواحد.
كما تدل اتهاماتهم المتعددة للآخرين وتخوينهم لمن يعترض عليهم، على عقلية الابيض والاسود لا ثالث بينهما مثل عقلية الشيطان والرحمن، والعسر واليسر وهذا يعني بان الذي يفكر بهذه الطريقة اعمى بشكل خاص - لا يميز بين اطياف الالوان- ويدل على تفكير بسيط او التبسيط لعدم فهم الوان الطبيعة فلو نظرت بتمعن للواقع ولآراء الآخرين لرأيت الوانا كثيرة بين الابيض والاسود تصل الى الملايين.
الاتهام بالنفاق أو الخيانة والعمالة والكفر يدل ايضا على عقلية متطرفة والتطرف ظاهرة متفشية بين أعضاء جماعة الحوثي بل وجماعات الإسلام السياسي عامة- عقلية الشر والخير، فاما انت معي او ضدي - عقلية غير سوية لا تفهم التسويات او حلول الوسط او المرونة، لذا تكثر فيها المواجهات والقتل- تصنع مجتمعات لا تهدأ - لا تنعم بالسلام ولا تفهم الدبلوماسية -عقلية الابيض والاسود هي عقلية ثنائية خطرة لانها عقلية المواجهة..
ما تقوم به هذه الجماعة وما يردده أتباعها وخطباؤها ينم عن عقلية متحجرة، عقلية لا تفهم ديناميكية الحياة وتغيرها المستمر - عقلية ميتة لا تتطور.
وبسبب التبعية العمياء وعدم إعمال العقل وفهم الواقع ومتغيرات الزمان والمكان تراهم كالقطيع ولا يشعرون، وبكل وقاحة يرون أنفسهم الصفوة والحق المبين، رغم انهم صانعو البؤس والشقاء وهم مستنقع الرذائل وافعالهم خير دليل.