طه العامري

طه العامري

عفوا أستاذ أيوب طارش عبسي..

Monday 29 October 2018 الساعة 05:52 pm

الفنان المبدع بلبل اليمن الصداح والهامة الوطنية والأبداعية ضمير اليمن الأستاذ أيوب في (ماليزيا ) ينتظر منحة علاجية من الحكومة وقيادات اليمن..نعم أيوب ينتظر منحة علاجية من الحكومة ؟ والحكومة وقيادات اليمن تحتاج من يناشدها لسرعة الالتفاف للفنان القدير أيوب طارش والتوجيه بسرعة علاجه في ألمانيا على نفقة الوطن..؟!!

إذا كانت الحكومة تحتاج لمناشدة حتى تقوم بواجبها تجاه هامة وطنية بحجم ومكانة أيوب طارش..فماذا تحتاج الحكومة أن تعلق الأمر بمبدع وطني أخر لا يتماهي بمكانته بمكانة أيوب..؟ هل تريد تدخل مجلس الأمن الدولي؟ أو توجيهات الأمم المتحدة؟ أو أوامر من حلف الناتو؟

أيوب طارش الذي يستوطن ذاكرة الوطن والمواطن، والذي يقف له كل صباح ستة ملايين طالب، والذي يقف إجلالا واحتراما لنشيده الوطني كل القادة والرؤساء وهو يشنف أسماع الجميع بالنشيد الوطني، أيوب طارش الذي اختلفنا ونختلف في هذه البلاد على كل شي حد الأقتتال لكن أحدا لا يختلف على أيوب الذي يعد وبجد ضمير الوطن النقي الذي لم تلوثه الأحداث..

لا أعرف حقيقة جدوى مناشدة الحكومة والقيادة بخصوص هامة وطنية بحجم الأستاذ أيوب طارش الذي هو أكبر من الحكومة ومن كل القيادات التي سادت والسائدة والتي سوف تسود..نعم أيوب أكبر من الحكومة واعظم من انجبته اليمن وهو هامة بحجم وطنه اليمن وإنسان أسمى بسلوكه وسيرته وتاريخه وعطائه من كل هولاء الذين مطلوب مناشدتهم والذين هم زائلون وستمحيهم الذاكرة الوطنية لمجرد مغادرتهم كراسيهم لكن وحده أيوب سيبقى الخالد بالذاكرة الوطنية ومدون أسمه وسيرته وعطائه الإبداعي في أنقى صفحات تاريخنا الوطني..

وإذا كان مبدع بحجم أيوب يحتاج ان نناشد لاجله حكومة اللصوص والقتلة والفاسدين، فماذا تعمل هذه الحكومة؟ وبماذا ينشغل قادة هذه البلاد أن كانوا لا يعرفون معاناة أيوب؟!!

شخصيا ارجو ان تصدقوني أنني لا اعرف غالبية مسئولي وقادة هذا الوطن باستثناء بضعة اسماء ترددهم وسائل الاعلام ليل نهار لكني احفظ كل ابداعات أيوب طارش ،، أيوب حتى حين أختلفنا وانقسمنا شيعا واحزابا كان صوته هو القاسم المشترك في كل الساحات المتناحرة ولايزل صوته هو القاسم المشترك في كل الجبهات..أيوب هو من وحد اليمن حين شطره الساسة، وأيوب هو من يوحد ما قسمه رجال الدين وشيوخ المذاهب والعشائر وامراء الطوائف.. بل ربمامن سخرية القدر إن الطقم الذي اقتحم منزل فناننا الكبير في تعز كانت مكبرات الصوت فيه تصدح بصوت الفنان ( ياسماوات بلادي باركينا ) الله ما اعظمك يا أيوب وما أحقر الجهلة والجاحدين ؟!

رجال الدين من الزنداني إلى أصغر خطيب جامع مزقوا الوعي والسكينة والوجدان،، ووحده أيوب طارش وحده من وحدهم ولايزل..أيوب طارش أن تجاهلته حكومة أو قيادة فهذا لا يعني ان هذه الحكومة او القيادة منهمكة بعمل وطني عظيم اشغلها عن أيوب بل لأن هذه الحكومة والقيادة جاهلة بكل شيء حتى باليمن ذاته ومصالحه وان هذه الحكومة او تلك القيادة مجرد قطعان من اللصوص وبيادق تحركهم غرائزهم واطماعهم الخاصة..نعم مثل أيوب واجب الحكومة والقيادة ان تذهب اليه لا أن يذهب هو إليهما فهوا أكبر منهم وأخلد منهم وهو من سيتخلد ويخلده الوطن والشعب والتاريخ فيما الحكام والقادة سيذهبون من الذاكرة الوطنية إلى مجاهل النسيان..

أعرف جيدا أن ما يعانيه الأستاذ أيوب عانى منه قبله كثيرون الربادي والبردوني والجاوي والدحان وسلطان احمد عمر ويعاني منه الصريمي والمقالح وعبد الودود سيف وعبد الباري طاهر وحسن عبد الوارث وعبدالباسط عبسي والانسي والحارثي والسمة والسنيدار ومئات بل الآف من المبدعين منهم من رحلوا بقهرهم وغصتهم مدثرين بجحود النخب الفاسدة في سدة الحكم ومنهم من لا يزل يتجرع ويلات الجحود والتهميش والتنكر والنكران..!!

أن حكومة تتنكر لهامات الوطن الابداعية لن ولم تكون يوما حكومة وطن بل مجرد عصابة من اللصوص والفاسدين..وان وطن لا يكرم ولا يحترم رموزه الإبداعية لن يتمكن من النهوض ولن ينال احترام الناس والتاريخ..أن كل حكام هذا البلاد وقادته لن يكون لهم مكانة بالذاكرة الجمعية الوطنية بعد نصف قرن من الزمن لكن أمثال الأستاذ أيوب طارش وكل المبدعين المهمشين سيكونوا هم خالدين في الذاكرة فالمبدع هو ذاكرة الوطن والحاضر دوما في الذاكرة الجمعية الوطنية وفي بطون الكتب وصفحات التاريخ لاي شعب وأي امة..

لكل ما سلف لن أناشد حكومة الفاسدين ولا القادة المجرمين والقتلة بسرعة علاج الاستاذ أيوب لان أيوب أكبر منهم بل الفت نظرهم إذا لدى بعضهم بقايا خجل او احترام لذاتهم ان يسارعوا لطلب المغفرة من أيوب والاعتذار منه وأن لم يفعلوا فهم الخاسرون لأن التاريخ لن يرحمهم والاجيال القادمة ستلعنهم اما الجيل الحالي فلن ينظر إليهم الا نظرات احتقار وازدراء ولا عزاء للجاحدين..

و حفظ الله استاذنا القدير الفنان أيوب طارش واطال لنا بعمره مع إنه الخالد دوما فينا والساكن الدائم في وجداننا وصاحب الحياة السرمدية المستوطن تجاويف وجداننا وذاكرتنا الوطنية..وهوالحي فينا وان غاب عنا لا قدر الله وهم الميتون وان كانوا احياء بيننا..؟!!