د. فاروق ثابت

د. فاروق ثابت

العلاقة بين بريطانيا والأئمة السلاليين في اليمن !

Friday 16 November 2018 الساعة 04:14 pm

وصل المرتزق الأخطر في تاريخ مملكة بريطانيا العسكري ديفيد سمايلي، أسرع من البرق إلى اليمن وزار المناطق التي يسيطر عليها الملكيون، تنفيذاً للمهمة العسكرية والاستخباراتية الخاصة من قبل القيادة الملكية البريطانية، حينها، وطمعاً بسبائك الذهب الموعودة بها من قبل الأئمة السلاليين..

ديفيد سمايلي، أحد أهم وأخطر رجالات الجيش والاستخبارات البريطانية، قيل عنه إنه الرجل الذي ترتكن عليه بريطانيا بإسقاط أنظمة وهزيمة جيوش، شارك في الحرب العالمية الثانية وكان أحد أبرز مخططي الهجوم على سجن ياباني أطلق فيه سمايلي نحو 5 آلاف سجين بريطانيين وهولنديين واستراليين وأمريكان، تنقل بين دول عدة وكان يؤدي مهماته بنجاح منقطع النظير، وله مهمات عسكرية أنجزها في البانيا وسيام، كما أنجز مهمات استخباراتية للمملكة المتحدة في بولندا واستوكهولم عندما عينته القيادة البريطانية ملحقا عسكريا فيها..

ومن عمان، التي نجح فيها سمايلي في القضاء على المعارضين لسلطان عمان الذين كانوا يتخذون من الجبل الأخضر حينها مركزاً لانطلاق العمليات العسكرية ضد الحكم السلطاني العماني كمهمة عسكرية واستخباراتية من قيادة الملكية البريطانية حينها، أتته التوجيهات حينها بالقيام بالمهمة الأخرى التي رأها سمايلي أكثر مغامرة وإغراءً مالياً بالتنسيق مع سلطان عمان حينها انتقل المرتزق الكولونويل ديفيد سمايلي للعمل في صف القوات الملكية في اليمن ضد القوات الجمهورية المدعومة من جيش جمال عبدالناصر حينها.

كان أول من قابله سمايلي السلالي أحمد الشامي، وزير خارجية الإماميين حينها، ثم الإمام البدر، والأمير الحسن، ولي العهد رئيس الوزراء، والأمراء: عبد الله بن الحسين، والحسن بن الحسن وأخاه عبد الله بن الحسن، وبقية الأمراء الذين كانوا في القيادات الميدانية للقوى الإمامية المسلحة...

نزل سمايلي ميدانياً للتو لزيارة معسكرات الإماميين لتقييم الجاهزية والإمكانات، وتحديد نقاط الضعف والقوة..
وجد سمايلي ملاحظات كبيرة قدمها للإماميين من ضمنها قدم السلاح الملكي وضعف الجيش أمام حداثة سلاح الجيش الجمهوري المدعوم من مصر وجمال عبدالناصر..
وبموجب ذلك كان سمايلي يرفع البرقيات أولاً بأول إلى قيادة الاستخبارات العسكرية في بريطانيا لإخبارهم بواقع الأمر في اليمن وقدرات الملكيين..

ظل سمايلي 5 سنوات في اليمن مابين (1963- 1968) وأحدث وجوده تأخيراً للنصر الجمهوري على الملكيين من حيث انه أنشأ جيش مرتزقة أوروبيين ببينهم المرتزق الشهير بوب دينار ودرب الملكيين على تكتيكات عسكرية كانت تتسبب في استنزاف كبير وصادم للجمهوريين في معظم الأحايين.

بناءً على تلغرافات سمايلي لتقييم وضع سلاح الملكيين جرى التنسيق مع المخابرات العسكرية الإسرائيلية وبتواصل مع الملكيين لإمدادهم بالسلاح من خلال طيران سلاح الجو الإسرائيلي الذي كان ينزل الذخيرة والمعدات في المناطق والإحداثيات المحددة ضمن مناطق سيطرة الملكيين.

ومن هنا ينكشف التاريخ الطويل للتنسيقات البريطانية العمانية الإسرائيلية الإمامية..
"الموت لاسرائيل"..
المصادر :

David Smiley: Military officer who became a master of irregular warfare.Indebendent Newspaper.UK. February 2009.

* «مهمّة في الجزيرة العربية»، ديفيد سمايلي، ترجمة حامد جامع، اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين، بيروت، الطبعة الأولى، 1989م