فارس جميل

فارس جميل

قَطران الحوثي

Wednesday 21 November 2018 الساعة 10:20 am

صباح يوم احتفال الحوثيين بالمولد النبوي، قال عاقل الحارة بصوت مرتفع وطلب من الحاضرين إبلاغ الغائبين، بأن الغاز لن يصرف إلا لمن يذهب إلى ميدان السبعين للمشاركة في المولد.

قبلها بأيام أعلنت أمانة العاصمة بسلطتها الحوثية عن وصول (189 ناقلة غاز) لتوزيعها في أمانة العاصمة، لكن أحداً من المواطنين لا يعلم أين ذهبت هذه الكميات الكبيرة من أسطوانات الغاز، بينما تم بيع أغلبها لأصحاب المطاعم بأسعار مرتفعة.

خطيب الجمعة خاطب المصلين:

ماذا ستقولون لرسول الله يوم القيامة، وكيف ستبررون له غيابكم عن ميدان السبعين يوم الاحتفال بمولده؟

في المدارس الثانوية تم إغراء الطلاب بمستحقات مالية ووجبتي صبوح وغداء وحق القات، وفانيلات وقبعات بشعار المولد، وأضاف البعض درجات سلوك تضاف للمواد لمن يثبت حبه للنبي و(آل بيته).

تم التعميم للجهات الحكومية بتنظيم فعاليات احتفال بالمولد، والحشد إلى ميدان السبعين.

تم التعميم. أيضاً، من مكتب العمل والشؤون الاجتماعية للمنظمات المدنية للقيام بفعاليات احتفالية بالمناسبة.

تم إغراق جامعة صنعاء والجامعات الأهلية كجامعة العلوم والتكنولوجيا باللون الأخضر ومكبرات الصوت للاحتفال بالمولد.

جابت السيارات المطلية باللون الأخضر شوارع وأحياء أمانة العاصمة بمكبرات الصوت بزوامل الجماعة وشعارها وأناشيد خاصة بالمولد والجماعة.

تم طلاء الأطفال باللون الأخضر الذي ارتداه محمد علي الحوثي، وتم إغلاق الشوارع باتجاه السبعين.

تم توفير ناقلات وباصات جماعية لنقل المشاركين.

تم توجيه عقال الحارات بالدفع بكل السكان نحو السبعين.

خصص نائب وزير خارجية الجماعة تغريدات ومنشورات متوالية للتعريف بأهمية الاحتفال بالمناسبة.

خصص عبدالملك الحوثي محاضرات يومية قبل الفعالية بثلاثة أيام لدفع الناس إلى ميدان السبعين، وأثناء تجمع الحشود الإجبارية ألقى محاضرة حث فيها على الحشد للقتال في الجبهات، وفي نفس الوقت تحدث عن السلام (المشرف)، لكنه السلام مع الدول الأخرى التي يرفع شعار جماعته اللعنات ضدها، أما السلام مع اليمنيين فلم يتطرق إليه أحد منهم.

في نفس الوقت تم فرض جبايات على كل أصحاب المحلات، وأصحاب الباصات، وتمت سرقة الموارد الحكومية لتمويل الفعالية، بينما الناس الذين حث زعيم الجماعة على التكافل معهم وهو لم يترك لأحد لقمة لأطفاله يتضورون جوعاً، ويتساءلون عن مصادر الأموال التي أنفقتها الجماعة في تنظيم الفعالية.

شعارات المولد التي رفعتها آلاف اللافتات العملاقة والمتوسطة كرست الكراهية بين اليمنيين، واقتصرت الإيمان بالنبي على من يشاركون في فعالية الجماعة.

تذكر سكان صنعاء أن الاحتفال بالمولد العام الماضي كان مجرد ذريعة للتخلص من حلفائهم من المؤتمر الشعبي العام يومها، ولم تنته الفعالية إلا بدماء اليمنيين وصولاً إلى اغتيال صالح.

تذكر سكان صنعاء فرحتهم عند إعلان صالح الخروج ضد الجماعة، وكيف قام الحوثيون بغسل سياراتهم التي تم طلاؤها بالأخضر تجنباً لغضب الناس على الجماعة ورد فعلها ضدها.

تردد في نقاشات الناس يوم المولد أن الحشد ليس احتفالاً بمولد النبي، وإنما احتفال بالتخلص من علي عبدالله صالح.

بعد الفعالية عاد الناس إلى منازلهم وهم يسألون بعضهم: هل حصلتم على أسطوانات الغاز التي وعدكم بها عقال الحارات؟

كانت الإجابة: ليس بعد.

علق أحدهم:

عيصرفوا لكم (سيدي حسن)، ما بش غاز، ما بش معاهم إلا (قطران)، وقد قطرنوكم جَمْعَة.