بسيم الجناني
"المحسن" قصة فساد حوثي مرتبط ب"الغذاء العالمي"
منذ بداية 2017م استأجر المدعو أحمد الهادي مطاحن البحر الأحمر في الحديدة، وهو أحد المقربين من عبدالملك الحوثي.
وأصبح الهادي وكيلا بنسبة عالية جداً لكل ما يصل من قمح تابع لمنظمة الغذاء العالمي لطحنه أو إعادة تعبئته طيلة الفترة الماضية وجزء يسير فقط يتم إرساؤه لفاهم.
كميات كبيرة من القمح التي كانت تصل لميناء الحديدة وتنقل للمطاحن في أكياس تابعة للمنظمة الدولية يُعاد تعبئتها في أكياس "قمح المحسن" وهي علامة تجارية تابعة لأحمد الهادي، وهذا الأمر أكده لي أكثر من شخص شاهد بعينه.
كثير منكم يتذكر تصريحات -المنسقة الإنسانية للأمم المتحدة لدی اليمن- ليزا غراندي، التي حذرت من استهداف مطاحن البحر الأحمر قبل عدة أشهر، عندما بدأت القوات المشتركة بالتقدم من كيلو 10 واقتربت من المطاحن.
وقالت: "إذا دمرت المطاحن أو تعطل عملها ستكون التكلفة البشرية فادحة" فهناك مخزون قمحي كبير يكفي لإطعام 3.5 نسمة لمدة شهر؟!
ولكن في الحقيقة أنها ستكون فادحة للصفقات التي تمت لا غيرها، وفي ذات الوقت سكتت ليزا عن مخزون قمحي ضخم في مطاحن هائل سعيد ومطاحن الزيلعي ومطاحن يحيى سهيل ومطاحن العودي بعد أن حولها جميعها الحوثي اليوم لثكنات عسكرية وباتت مهددة بالخراب والدمار.
الهادي جزء من منظومة فساد المنظمات العاملة في اليمن، وإذا ما فُتحت ملفات هذه المنظومة وتفاصيلها سترون العجب.
لكن تأكدوا أن من ساهم في المتاجرة بمعاناة الناس ونهب مساعداتهم وحقوقهم لن يستمر تخفيه، وسيأتي يوم يتم تعريته وفضحه.
علمت مؤخراً أن أحمد الهادي يحاول جاهداً عبر وساطات إخراج مخزون القمح من المطاحن بعد سيطرة القوات المشتركة على المنطقة، وقوبلت مساعيه بالرفض ولا أعلم ماذا استجد في تلك الوساطات، لكن إن نجح في ذلك ستكون وصمة عار على القوات المرابطة هناك، فما هو موجود في المطاحن حق للجوعى والمساكين ممن نُهبت مساعداتهم ولابد أن يذهب إليهم.
* من صفحة الكاتب علی حسابه في (الفيس بوك)