أحلام القبيلي

أحلام القبيلي

تابعنى على

لا تستعن بهؤلاء

Tuesday 22 January 2019 الساعة 07:43 am

الحياة شدة ورخاء، سراء وضراء، أفراح وأتراح، يوم لك ويوم عليك.. ويمر الإنسان فيها بمواقف ومصاعب تثقل كاهله وتكسر خاطره وتجعله يحار في أمره ويقف عاجزاً أمامها لوحده، فيطلب المساعدة "والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه".

وصدق القائل: "والله أرحم من أن يذيقك وجعاً أنت تخففه عن الناس"، والمساعدة قد تكون مادية وقد تكون معنوية "نصيحة، مشورة، شفاعة، مواساة، كلمة طيبة، تشجيع".
ولكن..
لن تمتد إليك يد كل من هرعت إليه مستنجداً، ولن يعينك ويغيثك كل من قصدته طالباً العون.

وقيل لأعرابي: ما الجرح الذي لا يندمل؟ قال: حاجة الكريم إلى اللئيم ثم يرده!!

ولهذا أردت أن أسدي إليكم هذه النصيحة.."لا تستعن بهؤلاء":
- المستهتر الذي لا يعرف للمسؤولية معنى.. 
- المستهين بقدرك وحاجتك، ومن لا يهمه أمرك.
- الساخط المتذمر، الذي لا يرى في الوجود شيئاً جميلاً، لأنه يرى نفسه أسوأ الناس حظاً ولا يوجد من هو أكثر حاجةً للمساعدة منه.. 
فإذا قلت له: "أنا مريض سيجيبك: حتى أنا مريض أكثر منك!!".. 
وإذا قلت له: أنا حزين.. سيقول: "خلها على الله، لا تشكي لي أبكي لك!!"..
وإذا قلت له: محتاج لك، قال: "ما بنفعك، فاقد الشيء لا يعطيه!!".

- أحمق أو عديم الخبرة، فيضرك أكثر مما ينفعك، "ويجي يكحلها يعميها"، كما فعل الأعمش حين استعان برجل ليصلح بينه وبين زوجته فقال لها الرجل: "إن أبا محمد شيخ كبير، فلا يزهدنك فيه عمش عينيه، ودقة ساقيه، ونتن إبطيه، وبخر فيه، وجمود كفيه. فقال الأعمش: قم قبحك الله فقد أريتها من عيوبي ما لم تكن تعلم".

- بخيل، فالبخيل لن يمد يده بالمساعدة حتى لو كانت كلمة طيبة، أو نصيحة، أو مشورة..
ولا ترج السماحة من بخيل
فما في النار للظمأن ماءُ

- منان فإنه إن قدم لك العون "سيخرجه من نخرتك"، وسيظل يمنُّ عليك به طيلة حياته.

- ظالم على ظالم فتكون كالمثل القائل: "كالمستجير من الرمضاء بالنار".

- شخص تعلم علم اليقين أنه لا يستطيع مساعدتك ومد يد العون لك فتحرجه وتضعه في موقف صعب.

ختاماً:
اللهم لا تجعل حاجتنا إلا إليك
ولا رجاءنا إلا فيك
ولا أملنا إلا فيما عندك.