جلال محمد

جلال محمد

حجور.. معركة الكرامة الحقيقية والجمهورية المتبقية

Wednesday 30 January 2019 الساعة 07:57 am

تتصدر حجور ومقاومتها الباسلة صفحات المواقع الإخبارية وعناوين النشرات الإخبارية، كما تعج مواقع التواصل الاجتماعي بالحديث عن أولئك الفتية الذين مرغوا أنف الكهنوت، وما زالوا ثابتين رغم البطش والحصار والقصف، كل الأحداث التي تدور منذ أسبوع في حجور بمحافظة حجة، لم تصل لأذن ما تسمى الشرعية أو التحالف، ولم تصل لهم حاجة حجور للمدد والسند، وفك الحصار عنها باستهداف أي تعزيزات أو مناطق تمركز للحوثي من حول هذه المنطقة.

وحجور وفتيتها الذين آمنوا بربهم وبوطنهم وكرامتهم فازدادوا عزة وإباءً، معركة الكرامة الحقيقية والجمهورية المتبقية في أعالي جبال الشمال الغربي في اليمن، معركة حجور المقدسة لم يهب لنجدتها للآن الجيش "الوطني" الجرار، جيش الأحمر والمقدشي، والإخوان، ولا غرابة فلعل هذه المعركة وكل ما يكسر شوكة الكهنوت الحوثي ليست ضمن حسابات الاستثمار العسكري الذي تُديره الشرعية، وتنفق عليه دول التحالف بسخاء دون مردود ملموس فعلياً.

كل الخذلان الذي تعرض له من قاوم الحوثي، جعل الأحرار يفكرون ألف مرة قبل الإقدام على أي خطوة تقرب من وأد هذه الجماعة، خصوصاً في ظل فارق القوة والإمكانيات الذي يميل الكفة لصالح مليشيا الحوثي، خذلان "الشرعية" وتخبط "التحالف" ثبط كل الهمم، وكم نخشى أن يكون مصير حجور كمصير كل انتفاضة وطنية في وجه هذه الجماعة.

من المعلوم أن هناك تجار حروب في كل الأطراف لا تريد لهذه المأساة أن تنتهي، فهل أصبح هؤلاء هم أكثرية، وهم من يتحكم بهذه القوة في اتخاذ القرار، لأن هذا التخاذل يعني، بما لا يدع للشك، أن هناك رغبة في عدم إنهاء هذا السوء الحوثي، ولا توجد نية في مد يد المساعدة والعون والسند لكل من ينتفض في وجهها.

حجور التي تفتقر حتى لمركز طبي يسعف جرحى الأبطال هناك، لم يصلها للآن إلا بعض التضامن الخجول وعبر بيانات مكتوبة من هنا وهناك، ولم تلمس لحد الآن إلا كلمات وعبارات الإشادة لا غيرها، ولعل ذلك كله يندرج كما يُسمى بالقول الشعبي "دهدة والسلام".

ما يقوم به أبناء حجور وبعض القبائل التي نسمع أنها بدأت تساندها يحتاج لدعم لا محدود، ووعي شعبي أيضاً وتعاضد قبلي، حتى لا يستمر مسلسل التفرد الحوثي بالقبائل اليمنية واحدة بعد أخرى، فبالأمس حاشد، وما تلاها، واليوم حجور وغداً ما تبقى من القبائل.

نعول كمواطنين، كما يعول أبناء حجور أنفسهم، على دور القبائل أما "الدولة المسماة شرعية" فلا تعول ولا أمل في أن تنهض يوماً بمهامها، فعلي محسن والإصلاح وجيشهم، لا يختلفون في حقدهم على هذه المنطقة "السلفية" عن حقد الحوثي على كل شبر في اليمن.