في أحلك اللحظات التي مرت بها صنعاء في 2015م، كانت أوفى النعامي Awfa Al Naami أشجع الأشخاص الذين عملت معهم في حياتي.
عملت مع أوفى خلال ابريل 2015 - ديسمبر 2016م على تأسيس برنامج الأمن الغذائي في المؤسسة الوطنية للتنمية والاستجابة الإنسانية NFDHR، وما زلت أتذكر كأنها اللحظة وقت قصف الأمن المركزي بالقرب من جولة ريماس وهي ذاهبة إلى المؤسسة وأنا أحدثها عبر الهاتف من الأردن على خطة البرنامج وانفجر الصاروخ بالقرب، وحاولت إقناعها العودة للبيت وعدم الذهاب إلى المؤسسة والعمل رغم اشتداد القصف، لكنها أصرت وعملت بدون كلل أو خوف.. وأتذكر الكثير من المرات التي كانت أوفى تجهز التقارير للمشاريع حتى عندما تسقط الصواريخ في الجوار وهي التي تسكن في عطان وحين أتصل للاطمئنان تجيب وهي تضحك أنه لا قلق، لقد تحطمت النوافذ فقط..
عملت أوفى النعامي بكل إخلاص لضمان أن يصل الغذاء لكل أسرة محتاجة في صنعاء والجوف وحجة وعمران... وغيرها من المحافظات.
خلال سنة ونصف، كانت أوفى النعامي فيها مديرة برنامج الأمن الغذائي بالمؤسسة، تم توزيع أكثر من 100 ألف سلة غذائية لأكثر الأسر تضرراً في اليمن.
قدراتها وتفوقها واجتهادها ساعدها لتحقيق الكثير من النجاحات في العمل الإنساني والتنموي، وأصبحت خلال فترة قصيرة مديرة لمنظمة سيفروورلد في اليمن، وعملت بكل تفانٍ من أجل أن يكون حاضر ومستقبل اليمن أفضل.
لم أستطع الاستيعاب حتى الآن أن أوفى معتقلة، لأن هذا يعني أن صنعاء تفقد كل يوم فلذات أكبادها.
* من صفحة الكاتب على(فيسبوك)
