جلال محمد

جلال محمد

مؤتمر وارسو .. العالم يحفر قبر نظام إيران الإرهابي

Sunday 17 February 2019 الساعة 03:42 pm

في العاصمة البولندية وارسو، إمتزجت وتداخلت إرادة وصوت ومطلب الشعب الإيراني، ومعاناة شعوب المنطقة العربية المستمرة بسبب التدخلات الإيرانية التخريبية، مع إرادة وصوت ومطلب المجتمع الدولي بضرورة التصدي للسلوك العدواني للنظام الإيراني الذي صار يمثل خطرا وتهديدا على السلام والأمن والاستقرار على مستوى العالم؛ خصوصا وأنه يصر على تصديره للتطرف والارهاب للعالم وعدم التخلي عن ذلك مهما کلفه الأمر.

و يصر بكل وقاحة على الإنكار الرسمي لتدخلاته، بينما مليشياته في المنطقة تفضحه و حوزات المعممين، و خبراء الحرس الثوري يكشفون كذب النظام الإيراني في أنه لا يتدخل في شؤون الأخرين، وربما أن قادة النظام الإيراني و وليه الفقيه يعاني من حول مقصود وصمم متعمد عن ما يقوم به ربيبهم و خادمهم المطيع زعيم مليشيا حزب الله الإيراني المقيم في "لبنان" .

وهنا يفترض أن لا نقرن أسم لبنان بحزب الله، فلبنان وشعبه المدني المتحضر صاحب القيم المثلى في التعايش والتسامح لايمكن أن يكون بين أفراده أو المؤمنيين بلبنان الحرية من ينضم أو يوافق على وقاحة حزب الله و زعيمه سيء الصيت "حسن نصر الله" وتشدقه بتدخل حزبه في اليمن والعراق و سورية.

ولعل كل الوقاحات التي تقدم عليها إيران وأذنابها في المنطقة بل ودورها الإرهابي ومحاولاتها استهداف معارضي نظام الملالي في العالم کله، جعل كثيراً من الدول تؤمن بأن مجرد استمرار هذا النظام  هو تهديد خطير يحدق بالعالم کله ولابد من أن يتخذ المجتمع الدولي موقفا صارما وحازما حياله، وعدم السماح لماکينة صناعة الإرهاب والتطرف في طهران بأن تستمر في عملها المشبوه، وکبح جماحه وعدم السماح له بالمزيد من التمادي.

 وهذا يدل على أن نظام الملالي لم يعد حالة إيرانية منغلقة ومنطوية على نفسها أو إنها حالة إيرانية خاصة، بل إن خطرها وتهديدها يتجاوز ذلك بکثير، وإن اجتماع 60 دولة في وارسو ضد الخطر والتهديد الذي يمثله هذا النظام، يٶکد بأن النظام الايراني صار حالة عامة تعني العالم کله وليس الشعب الايراني فقط.

ومن هنا يجب على المجتمع الدولي أن يأخذ هذا الموضوع على محمل الجد وتهتم به بالصورة التي يتم بها درء شر هذا النظام.

ولن أبالغ إن قلت إننا في اليمن كما الشعب العراقي واللبناني وكل الشعوب التي نالها قسط كبير من الشر الإيراني نتطلع لليوم الذي يسقط فيه هذا النظام وتعلق جثث قادته في أكبر ساحات طهران، ليقتص الشعب الإيراني ممن شوه تاريخه وحاول الحجر على شعب له من الحضارة والرقي ما يصعب على المرجعيات الملالية و مصدري الثورات التخريبية أن يستوعبوه.

 ورغم الأمل الذي يحدونا كشعوب أكتوت بنار الإرهاب الإيراني، فإننا مازلنا نتوجس ريبة في الإرادة الدولية لتغيير هذا النظام إن لم يتبع مؤتمر وارسو خطوات ملموسة على الأرض، و من أهمها دعم المقاومة الإيرانية الأحوازية و غيرها ليذوق نظام الشر من نفس الكأس الذي سقاه لأغلب شعوب المنطقة و يعاني كما جعلهم يعانوا قبل أن يسقط ويتخلص الجميع من شره .