تحرك المجتمع الدولي لإنهاء الحرب في اليمن من محافظة الحديدة، كمنطلق لحل يشمل كافة الأراضي اليمنية و تتُعزز من خلاله بناء الثقة والمسار التفاوضي، ولكنهم فشلوا في ذلك.
وهذا أمر طبيعي نتيجة تحجيم المشكلة اليمنية وحصرها في زاوية ضيقة وأمام جماعة لاتقبل بالحلول السلمية.
و بالأمس كان الملف الإنساني منطلقاً لايقاف معركة الحديدة وبدء مشاورات السويد وأول خطوة كانت معدة للتنفيذ فتح ممر إنساني لولا رفض الحوثيين، اليوم غريفيث في خطابه أحال هذا الملف لآخر خطوة ستنفذ بعد الانسحابات وإعادة الانتشار في الموانئ الثلاثة بالمحافظة إستجابة لتعنت الحوثيين بمعنى "راعيلي باجيلك سامحني حيرتك" وخلي الناس تموت جوع . . الجوع الذي كل يوم يطلع لنا مسؤول أممي يهدد به جراء إستمرار الوضع كما هو عليه، وهاهم اليوم يؤكدون بتأجيل فتح الممرات الإنسانية، إنها مجرد مزايدات وماهمهم لا مجاعة ولا إنسانية.
لقد تم الاتفاق على الانسحاب في السويد قبل أشهر ولجنة إعادة الانتشار جاءت لتنفيذ الانسحاب وليس لإعادة الاتفاق أو الإعلان عنه من جديد ومطمطة اللقاءات.
و في آخر إجتماع على متن السفينة مع مايكل لوليسغارد كان الاتفاق على خطة إعادة الانتشار التي بدأها باتريك؛ أن تتم وفق حزمة من الاتفاقات وإن كانت مجزأة في النقاش ولكن التنفيذ والتوقيع النهائي يشمل كذلك إدارة الموانئ والسلطة المحلية والأمنية في المحافظة ويكون التنفيذ شامل.
واليوم يحاول لوليسغارد في فندق تاج أوسان التنصل من هذا الإتفاق والضغط على تنفيذ الانسحاب أولا،ً وتبقى سلطة الأمن والسلطة الإدارية في المدينة والموانئ بيد الحوثي.
الإتفاق الشامل كان هدف باتريك لكل الملفات وكان موقفه واضح من مسرحية ميناء الحديدة وأكثر شجاعة في رفضه لها قبل الاتفاق على هذا الملف في اللجنة ويبدو أن لوليسغارد جاء ليشرعن تلك المسرحية.
وتوقعوا غداً يخرج بيان أممي يحمل الفريق الحكومي مسؤولية عدم التنفيذ.
وعلی الرغم من كل ذلك الحراك السياسي والدولي لم يتغير شيء في الحديدة؛ لاتزال المعارك تشتعل بشكل يومي، القصف المدفعي مستمر بشكل متواصل، الاختطافات مستمرة وبوتيرة عالية، نزوح السكان متواصل، الدخول للمنازل وإخراج السكان مستمر، المعاناة الإنسانية مستمرة ولا إغاثة تصل للمواطنين.
ثلاثة أشهر عجزت فيها الأمم المتحدة وفرقها في الحديدة وزيارات غريفيث المتكررة لصنعاء أن تقنع الحوثي بفتح ممر إنساني من وسط المدينة للمطاحن في كيلو 7 ومرور الإغاثة عبر طريق كيلو 16 . . .
فتح الطريق فقط وإزالة الألغام والحواجز والحاويات وليس انسحاب؛ وعليها قس وتوقع القادم من مراوغة ومطمطة في تنفيذ الاتفاقات والضحية المواطن المكلوم داخل المدينة والمشرد والنازح خارجها.
إلى متى سيبقى المواطن رهينة لسياسات ومواقف ومصالح دول ....؟!
المواطن ينتظر حلولا عملية وتحركا جادا تضمن له العودة لحياته الطبيعية، ويرجع لمنزله، ويعود لعمله يعود لمدرسته وجامعته.
هناك عدم شعور أو إحساس بحالة المواطن النازح والمشرد والمشتت المكتوي بنار المعارك واستمرار حالة الفوضى.
* جمعه ( نيوزيمن ) من بوستات للكاتب في صفحته في (الفيس بوك)