عبدالفتاح الصناعي

عبدالفتاح الصناعي

تابعنى على

كارثة هادي.. فشل مع الحوثي وغدر ببحاح وابن دغر!

Saturday 16 March 2019 الساعة 08:04 am

عندما كان هادي إلى جوار صالح يرى كيف يتعامل مع رؤساء الحكومات وقادة الأحزاب والمشايخ، لم يتبادر الى ذهنه بأنه سيكون يوما ما مقام صالح كما لم يتوقع هذا أحد.

كان صالح يرى في هادي أكثر الشخصيات ضعفا، وزهدا بأي مطمع، وبالتالي فإن هذا ما أهل هادي لأن يطلع بشكل مباشر على كل أسرار وطرق صالح في التعامل مع الواقع وإدارة الدولة بكل ما في الأمر من مكائد وحيل وتناقضات وترهيب وترغيب حتى أضحت هذه الطرق والأفكار هي ثقافة هادي كأي شيء تتقنه وتتعلم أسراره عبر المعايشة اليومية، ولا خطة لك لتطبيق هذا عملياً.

كان صالح لا يريد لأي أحد بأن يكبر خارج إطاره والولاء له وكان يحيط القادة العسكريين ورؤساء الحكومات داخل دوائر معينة لا يمكن لهم تجاوزها.

وحين اتفقت هشاشة البنية السياسية في المعارضة والسلطة على هادي كرئيس توافقي وافق عليه الكل لنفس السبب لأنه ضعيف بإمكان أي شخص أن يتحكم به.

ظن صالح بأنه سيظل الأقرب والأكثر حظاً في التحكم بهادي، حتى سماه "أيادي أمينة" وظن المشترك وبيت الأحمر نفس الظن وأخذوا يتصارعون على السيطرة على هادي.
حاول هادي أن يمسك العصا من المنتصف تارة، وتارة بأن يقلد أساليب صالح في القضاء على الأقوى مستغلاً الصراعات والتعقيدات.

كان يعتقد هادي بأن الحوثي سوف يخلصه تدريجياً من بيت الأحمر وعلي محسن ثم صالح، ثم يكون ضعيفا ومنهكا فيعمل معه حلا.

الجميع فكر بنفس الطريقة وبالتالي فشلت الخطة على الجميع وتشابكت التعقيدات.

وجود رئيس وزراء قوي وبنفس الوقت نائب للرئيس أمر مربك لهادي منذ البداية فكل الظروف التي فرضت بحاح كرئيس وزراء ونائب للرئيس هي ظروف أستثنائية وتطورات ومراحل جديدة في العملية السياسية ما كان لهادي يد فيها لكنه ظل يتحين الفرص للإطاحة ببحاح ليس لفشل بحاح كما ادعى هادي بل لتوجسه من ثقل وقوة بحاح.

استغل هادي مرحلة صعبة من الخلاف السعودي الاماراتي ليتخلص من بحاح ويأتي بعلي محسن وابن دغر..

كان هادي يدرك بأن اختياره لعلي محسن نائباً له أشبه بالظروف التي اختاره صالح نائباً له فعلي محسن قد أصبح كرتا محروقا وقوة منهارة لا فائدة ترتجى منه إلا بأن لا أحد يرضى بأن تنتقل السلطة لنائب رئيس هو علي محسن.

كما أن مسألة ابن دغر كانت هي الأخطر على هادي وأخذ يحسب عدة حسابات للتخلص منه قدرة ابن دغر على إدارة التناقضات والخروج منتصراً أو سالماً على الأقل من المأزق الءي حاول هادي بأن يقوده إليها زادت هادي تخوفاً منه.
وبحالة من الهشاشة والغموض تمكن هادي من تغيير ابن دغر بنفس طريقة ومبررات تغييره بحاح مع الفارق والاختلاف بين اسلوب الاثنين.

هذا هو هادي.. لا يريد رئيس وزراء قويا ولا جيشا قويا ولا مقاومة قوية، ولا قوة في الجنوب ولا في الشمال قوية يريد أن يفشل الجميع ويتصارع الكل مع بعضهم وأن نظل نعيش بضبابية ودوامة بدون أي أفق للحل المهم أن يظل هو رئيسا.