منع الحوثيون رئيس لجنة إعادة الانتشار الجنرال الدنماركي لوليسغارد، من الوصول إلى ميناء رأس عيسى، وقبلها تم استهداف مقر الوفد الحكومي المشارك في اللجنة، وبالأمس أيضاً أصرت جماعة الحوثي على إرسال رسائل السلام وفق منظورها الخاص للسلام من خلال استقدام تعزيزات عسكرية بشرية وعتاد، زجت بهم في الحديدة المدينة، وصولا إلى مديرية التحيتا.
وكل ذلك، كما قلنا، تمهيداً للسلام، وإن كان عند أحد شك في نوايا الحوثيين فليستمع للمبعوث الأممي مارتن غريفيث وتصريحاته الجديدة، أمس، التي تحدث فيها عن تقدم ملموس نحو تنفيذ اتفاق السويد، وشعوره بالارتياح -كما قال- نحو هذا التقدم!!
لا أعرف أي تقدم يقصده غريفيث، هل تقدم الحوثيين بتعزيزاتهم ومنعهم تحرك لوليسغارد؟ وبهذا يعني غريفيث تقدمهم نحو وأد اتفاق السويد، أم أنه يشعر بالارتياح لتقدم الحوثيين في المضي أكثر نحو تطبيق المخطط البريطاني تجاه استدامة الصراع والسيطرة على الحديدة؟!
يا ترى هل يعاني غريفيث من حول مقصود في الرؤية وتبلد متعمد في الفهم، أم أنه يقلد شرعيتنا البلهاء التي تتعامل بخفة وسذاجة جعلت من غريفيث ومن هم على شاكلته يصورون الأمور على غير حقيقتها؟! أم هل هو قدرنا كشعب أن نبتلى بكل هذه العاهات داخليا وخارجيا لتضم الأمم المتحدة عاهاتها إلينا أيضاً!!
غريفيث الذي باع الوهم كثيرا للعالم، وربما هذا هو المطلوب منه والمكلف به خلال مهمته الرخيصة، لن يكترث أبداً بما ستؤول إليه الأمور جراء استمرار تغطيته لجرائم ونكث الحوثيين، ولا يهمه ما سيخلفه هذا التحايل الحوثي والتلكؤ في تنفيذ ما تم الاتفاق عليه ما دام وهو يقبض المال ويقوم بتنفيذ مخطط قذر يصب في صالح الفئة الحوثية والتطلعات الإيرانية وفق رغبة المخرج البريطاني للعبة.
تتشابه تصريحات غريفيث وخفتها مع شرعية الفنادق ورخاوتها، فكلاهما لا يعنيه أمر اليمن ولا يريد لهذه المعمعة أن تنتهي حتى لا يحرموا من الأموال التي يجنونها ويتحصلون عليها جراء استمرار الصراع.
لذلك تتكامل الأدوار.. غريفيث يضغط، والشرعية توجه بتجميد الجبهات، خصوصا التي كانت قاب قوسين أو أدنى من النصر، والحوثي يعيد التموضع والتزود والتموين والحشد، لتنطلق بعدها موجة صراع محتدم يلحقها ضغط وتوقيف.
وهكذا حتى يفنى كل من يؤمن بالوطن ويرفض أن ينخرط في مخطط سبهللة الشرعية أو "حَوَل" غريفيث والمجتمع الدولي.