ليس مستغرباً ما يقوم به حزب الإصلاح من تخاذل عن خوضه في جبهات القتال التابعة له، أو ما يقدم عليه من خيانة لأي جبهة تتحرك، وستكشف زيف هذا الحزب وتفضح فساده واستغلاله للتحالف والدعم المقدم لإنقاذ اليمن من براثن الإمامية التي تتعبد في محراب العمالة لإيران ومشروعها الانتقامي ضد العرب، وما نلاحظه من خيانات "إصلاحية" سواءً من الساسة المحيطين بهادي، أو جنرالات الجيش التابع لهم والبعيد كل البعد في تبعيته للوطن، إلا تتويجاً للتاريخ الأسود من الخيانات التي ارتكبها هذا الحزب منذ تأسيسه، وتسخيره للدين أولاً لأجل مصلحته.
وعلى مدى أكثر من 4 أعوام دأب الإصلاح على استغلال التحالف وبناء جيش تابع له بتوجيه وتخطيط الجنرال علي محسن وبقية جنرالات التبعية الإخوانية، ورغم الدعم الذي تحصل عليه هذا الجيش والعدد الكبير الذي تتضمنته "كشوف الراتب" إلا أن الصدمة والفضيحة جاءت على لسان المقدشي وزير دفاع الشرعية والذي اعترف بأن ما هو موجود على أرض الواقع لا يتعدى 30% من إجمالي الكشوف، بمعنى أن جيش الإصلاح "جيش المقر" أسس وفق "عرف" المرور اليمني "ثلثين بثلث" ثلثين للجيب وهم وزيف، وثلث في أرض الواقع ويخضع لمزاجية وحسابات الحزب، ببسيط العبارة، هو جيش مكون من أسماء وهمية لا وجود لها، شأنها شأن معسكر الفرقة الأولى مدرع سابقاً بقيادة علي محسن، ولواء الزبير بقيادة صادق، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على الخبرة المتراكمة للإصلاح وأذرعهم السياسية والعسكرية في النهب والفساد والسرقة دون خجل، فيا ترى كم من الإمبراطوريات المالية التي أوجدت جراء هذا الفساد المخيف؟!
كم من المال والتغذية والدعم قدمه التحالف لأسماء وهمية، وما هو موقف التحالف خصوصاً السعودية كونها الأكثر قرباً من الإصلاح وقياداته وشيوخه القبليين وقادته العسكريين، ما موقف التحالف ككل بعد انكشاف هذه الفضيحة التي كان يدركها أصغر يمني لخبرته بسوء جماعة الإخوان التي لا تختلف في شيء عن جماعة الكهنوت الحوثية.
يجب علينا أن نوقف السؤال إذاً عن سبب فشل جيش مأرب وتعز في إحراز أي تقدم يذكر خلال العامين الأخيرين، وانكفائهم للمرابطة في نهم وإقامة الحفلات والأعراس من جهة، أو إنشائهم مليشيات كالحشد في تعز تلاحق المختلفين مع جماعة المقر، يجب أن نتوقف عن السؤال فعلاً، فالجيش وهمي، والسلاح يباع للحوثي، والناشطون وإعلاميو حزب المقر متفرغون للحملات ضد الإمارات، وضد كل صوت يكشف فسادهم وخيانتهم، ولعلي الآن أدرك لماذا يكرهون الإمارات.. يبدو لأنها لم تنطل عليها خدعة الجيش الوطني كثيراً، ولم تقدم له شيكات الأموال التي يحتاجها الإصلاح وقياداته للاستثمار في تركيا وماليزيا.