تقود مجاميع الإصلاح الفسبوكية معركة شرسة ضد كل من ينتقد الحزب أو يتحدث عن فساده وأخطائه، متسلحين في هذه المعركة بمختلف الألفاظ البذيئة التي تكشف الانحطاط الذي يعيشه هذا الحزب والثقافة التي زرعها ونماها لدى قطيع التابعين له، والأفكار السيئة التي شحنهم بها، والتبعية العمياء التي ترفض الاعتراف بسوء ما هم عليه من واقع عفن.
وخلال هذه الفترة جند الإخوان، أو كما يطلق عليهم "جماعة المقر"، المئات من نشطائهم ضد الأستاذ نبيل الصوفي، لأنه انتقد بعض السوء الجلي فيهم، ولم يكشف بعد كل "بلاويهم". ورغم أنه يكتب ضد الجميع وينتقد الأخطاء في جميع الأطراف، في المؤتمر وقياداته والشرعية والتحالف والبرلمان، إلا أن الجميع يتقبل ولو على مضض، خصوصاً أن ما يكتبه هو تعبير مكفول له في حرية التعبير عن آرائه ككاتب سياسي ناقد، ولم يشتمه ويدخل في عرضه أحد إلا الإخوان، وهذا نتيجة طبيعية لما تقوم به الجماعات الأيديولوجية من تسميم فكري وإغواء أخلاقي لأفرادها في البدرومات والمقار المغلقة، وتلقينها إياهم فنون كراهية الآخر المعارض لنهجهم مصورين للأتباع بأن الآخر المختلف ضد الدين وتوهمهم أن الآخرين إما كفرة أو مدسوسون ومخبرون لأجهزة الأمن.
ولو أن الأتباع يعقلون ويتساءلون لماذا هذا الفكر الظلامي التخويفي ما دامت الجماعة على حق، فلماذا الخوف؟! ولماذا التحوط من الدولة وأجهزتها ما داموا لا يفعلون ما يخالف النظم والقوانين؟! لو تساءل الأتباع حينها ستظهر الحقيقة الجلية أن هذه الجماعات ليست إلا صنائع الاستخبارات الدولية وعناوين للعمالة والتخريب والدمار من الرأس إلى القدم.
تختلق جماعة الإخوان "حزب الإصلاح" حروبا كلامية وحملات إعلامية مستهدفة كل الأطراف من جنوبيين ومجلس انتقالي، وعفاشيين، ومؤتمريين، وسلفيين، وكل من لا يؤمن بفكرها ويقدس كذبها ويغض الطرف عن فسادها، لتثبت للجميع في الداخل والخارج أنها الشبيه الوحيد للحوثية، إقصاءً واستعداءً، وعدم القدرة على العيش دون صراع، ورفضها التعايش في واقع الشراكة والقبول بالآخر، ولعل ذلك طبع جماعات الإسلام السياسي، حباً للذات وبيعاً للوهم وسلاطة في اللسان وخوضاً في الأعراض، وعشقاً للقتل والإرهاب، وشعارات كاذبة وكلاماً معسولاً وفساداً لا يساويهم أحد فيه، من الأولين والآخرين.