سمير الصنعاني
الجمهورية تُذبح في صنعاء والإخوان يدافعون عنها في الفنادق
يعيث الحوثيون في صنعاء ويُسخرون كل إمكانات وموارد الدولة من أجل ترسيخ فكرهم الطائفي والمذهبي وعنصريتهم المقيتة وخرافات الولاية والإمامة لعلي بن أبي طالب، فيما دعاة الخلافة والذين بشروا بقروب إقامة دولتها من ساحة الجامعة في العام 2011م مشغولون بمعركة الحجرية التي يرون فيها قادسية أخرى وغزوة من غزوات الرسول.
الناس في صنعاء ومناطق سيطرة الحوثيين تُركوا لوحدهم يجابهون صلف وظلم الحوثي ويقاومون خطورة مشروعه الفكري والمذهبي الذي يسعى بكل الوسائل لترسيخه خصوصاً في عقول الأطفال وصغار السن، فيما مدَّعو الشرعية وقادة الإخوان المسلمين الذين كانوا هم السبب الأول في الإتيان بالحوثي إلى صنعاء لم يعد خطر هذه المليشيات ولا مشروعها الإمامي ولا الجمهورية يهمهم في شيء، فالجمهورية تتعرض لخطر في الحجرية وفي عدن وليس في صنعاء، كما يرى هؤلاء الذين كانوا ولا يزالون سبب نكبة هذه البلاد لأنهم تصدروا مشهد الفعل السياسي بعقلية خطيب الجامع الذي سيظل خطيب جامع ولو وصل المريخ.
الحوثيون يقيمون احتفالات الغدير ويحاولون ترسيخ فكرة الولاية والإمامة في عقول الصغار والكبار، وإخواننا في الله من الذين يدعون حبهم للجمهورية والثورة مشغولون بطرد وتهجير الناس من الحجرية وملاحقة خصومهم والدفاع عن شرعية الفنادق ضد الناس في عدن وأبين، وكيل الاتهامات للسعودية والإمارات بأنها خانت وخذلت مرتادي الفنادق خصوصاً أولئك القاطنين في فنادق الدوحة واسطنبول.
والمخيف حقاً أن مشروع الحوثي اليوم لم يعد يقابل بأي مواجهة من قبل شرعية هادي والإخوان التي ادعت سابقاً أنها تقود حملة الدفاع عن الجمهورية والثورة، واتهمت الآخرين، زوراً وكذباً، بأنهم باعوها للحوثي، فهذه الشرعية ومسؤولوها وناشطوها وكتابها وكتبتها مشغولون بمواجهة الخطر المحدق بالجمهورية في معاشيق ومنطقة البيرين في تعز، ومستعدون لسفك المزيد من الدماء من أجل الدفاع عن جمهوريتهم المزعومة في الحجرية، كما هي جمهوريتهم التي لا تتجاوز خمسة شوارع في مدينة تعز التي قاتلوا من أجلها شريكهم في النضال ضد الحوثي أبوالعباس ومن معه.
لم يعد أحد يدري ما هي الجمهورية التي يبحث عنها هؤلاء، وإذا لم تكن الجمهورية التي تُذبح في صنعاء عاصمة الجمهورية والثورة والدولة على أيدي المليشيات الحوثية هي التي تستحق النضال والقتال من أجلها، فأي جمهورية تستحق أن تسفك من أجلها الدماء؟! إلا إذا كانت جمهورية الفنادق التي يناضل من أجلها الإخوان، فتلك مسألة أخرى.