د. صادق القاضي
عندما يتعلق الأمر بـ"حمود الصوفي": فلا شيء مجهول.. ولا شيء قابل للنسيان!
ما سيكتبه التاريخ عن "الثورة الشبابية في تعز"، أن "حمود الصوفي" على عكسكم يا "إخوان اليمن" تعامل مع الساحات الثورية بمسئولية رجال الدولة لا بمنطق القراصنة، وعندما قال: تعز عاصمة السلام، وستتبع من يحسم الأمر في صنعاء، فرطتم أنتم بالثورة والسلمية، وحولتم تعز إلى عاصمة للحرب والخراب!
لم يكن الرجل حريصأ على "الثورة"، بل حريصاً على تعز، وفعل الكثير لحماية الساحات من المغامرين داخلها وخارجها، وجازف بأشياء كثيرة من أجل الحفاظ على طريقته في إدارة المحافظة، وعندما شعر أن بعض صلاحياته تتعرض للانتقاص.. رحل خارج البلاد.
بعدها حدثت "محرقة تعز"، وبغض النظر عن كون هذه المحرقة مجرد خرافة أو حدثاً مبالغاً فيه، فقد كان الصوفي حينها في القاهرة، عازفاً عن منصبه، ومحاطاً بالكثير من قياداتكم الثورية الشبقة للسلطة، والمتلهفة لوراثة النظام القديم.
بمعنى.. لم تكن للرجل أي علاقة بما حدث أو لم يحدث تحت هذا العنوان، على عكس أكذوبتكم ذات العلاقة، والتي لا تقل تهافتاً عن أختها التي تتهمه بإدخال الحوثيين إلى صنعاء باعتباره رئيساً لجهاز الأمن السياسي!
عندما اجتاح الحوثيون صنعاء في 21 سبتمبر 2014، لم يكن الصوفي حينها يشغل أصلاً أي منصب حكومي، وقد تم تعيينه لاحقاً في جهاز الأمن بقرار من الرئيس هادي في آخر شهر نوفمبر. أي بعد دخول الحوثيين صنعاء بشهرين!
أرأيتم إلى أيّ حد تفضحكم أكاذيبكم المكشوفة؟! والأسوأ أنكم تكررونها ليعلم من لا يعلم بخيبتكم، وتمولونها في مواقع التواصل الاجتماعي بأموال قذرة لتنتشر كفضيحة -لكم لا له- على أوسع نطاق!
في أسوأ الأحوال أصبح الكذب بحاجة إلى القليل من الصدق ليتمكن من الوصول إلى المتلقي الذي أصبح بدوره أكثر وعياً ونضجاً وخبرة في تمييز الأخبار المضروبة، وتحديد درجة مصداقية المواد الإعلامية، واكتشاف واحتقار مصادرها.
أكاذيبكم فقط ما زالت خالصة، وغبية، ووقحة، أنتم أغبياء حتى في الاستغباء، وصغار وبدائيون حتى في الشر، وتعتقدون بشكل مخيف أن دخولكم العالم الرقمي، سيجعل ترهاتكم عصرية مقنعة.
بالله عليكم، جماعة مثلكم هي صاحبة أكبر رصيد معاصر في الاتزاق، وقياداتها وأعضاؤها يشتغلون منذ سنوات جهاراً نهاراً مع السعودية وقطر وتركيا في وقت واحد.. هل يحق لها أن تتهم المرتزقة -فضلاً عن الأنقياء- بالارتزاق؟!
كل ما تستدعيه هذه التهمة من جهة مثلكم أصبحت رمزاً للارتزاق، في أذهان المتلقين الذين لا تحترمون ذكاءهم، هو المثل العربي القديم الشائع: "رمتني بدائها وانسلت".!
ثم لماذا تحملون للرجل كل هذا الحقد والضغينة؟!
ألأنه يقول الحقيقة عنكم؟!
ستر العورة أولى من شتم الفضوليين.. ولا ذنب للمرايا إذا كانت القبح في وجوهكم.!
يرعبكم الرجل حتى بصمته، ينام ملء عينيه ويشغلكم ليل نهار وطوال العام، بمحاربته، فتسقطون.. ويعلو..
سيقتلكم هذا الحقد من طرف واحد.. ستقتلكم هذه الخصومة الفاجرة.
لم يعد العالم يهتم بما تقول؟ بل بما تفعل؟ أو ماذا تملك؟ بل ماذا قدمت؟ وعندما يتعلق الأمر بـ"حمود الصوفي"، فلا شيء مجهول.. ولا شيء قابل للنسيان:
الحديث عن الصوفي حديث عن مأسسة الدولة، والاستراتيجية الوظيفية، ومكافحة الفساد.. أو عن مطار أو ميناء أو مدينة سكنية أو مشروع عملاق..
وأنتم..؟!
يخجل الخجل من الحديث عنكم؟!
الحديث عنكم حديث عن نهب مدن، والسطو على سواحل، وسرقة المدخرات وسلال الإغاثة، واللصوصية المنحطة حد سرقة الأثاث وقطع البلاط والأسلاك الكهربائية للمنازل..!
ماذا صنعتم لتعز ..غير الهزيمة؟!
ماذا أبدعتم غير الفرار، ماذا حققتم لأهلها غير المتاجرة بقضاياهم ودمائهم ودموعهم ولقمة عيشهم..؟!
استحوا قليلاً..لا يحق للبلاطجة واللصوص والكائنات المشبوهة الغارقة في الفشل والعجز والفساد الحديث عن رجال اليمن.
أرجل رجالكم غزوان.. تباً لكم في الغابرين!