ما حدث في كتاف ووادي آل بو جبارة ليس حدثاً عادياً، كما أنه ليس وليد اللحظة التي أعلن الحوثيون، فهو حدث جلل تم أثناء انشغال قوات هادي والإخوان بمعركة النفط والغاز المقدسة لديهم في شبوة وأبين، وهو نتاج طبيعي للتنسيق الحوثي إخواني الممتد على كافة الجبهات منذ بداية عاصفة الحزم.
العملية التي تمت رغم ضخامتها وحالة التشكيك التي تتبناها آلة الإخوان الإعلامية وربما إعلام التحالف الذي يحاول الابتعاد عن الحديث عنها ومآلاتها التي ستنعكس بصورة إيجابية بلا شك لصالح الحوثيين معنوياً وتعزز من دعم الحملة الإعلامية الإيراقطرية التي تشن ضد اليمن (الجمهورية والمؤسسات) والتحالف الذي يعمل وحيداً لتفادي سقوط اليمن في غياهب الجب الإيراني - الإخواني إلا أن حالة الإنكار التي تتبناها أدوات الإخوان (الحلفاء الظاهريين للسعودية)؛ لا تعني سوى مزيد من الخداع للسعودية، وبيع الوهم لها، واستمرار الكذب عليها بالتهوين من نكسات إخوانية مستمرة منذ تسلموا جبهات مناهضة الحوثي ومقاتلة مشروعه الخبيث، ولا غرابة في استمرارهم بتخدير السعودية ما دام سفير المملكة مرتهناً ومراهناً على تلك الأدوات التي أثبتت فشلها للمرة الألف في ميدان المعركة وفقدت المصداقية والإرادة لاستعادة اليمن، فالإخوان بقياداتهم العسكرية والسياسية والحزبية لا يهمهم أمر اليمن، وإنهاء الحرب فيه، بل كيفية استثمار الدعم المقدم من التحالف خصوصاً السعودية لبناء امبراطورية مالية ضخمة خاصة.
قد يقول قائل إن ما جرى في وادي آل بو جبارة سببه انعدام الخبرة للقائد السلفي رداد مزارق (الهاشمي)، ولكن الواقع أثبت أن تلك الجبهة حققت الكثير من الإنجازات وتقدمت إلى كتاف وحررت مساحة جغرافية كبيرة تعد أعمق نقطة داخل صعدة، وكما نقلت مصادر عن القيادي الحوثي أبو يحيى (عبدالله عيضه الرزامي) وهو المختلف نوعاً ما مع زعيم الجماعة عبدالملك الحوثي، قوله (إذا لم نقض على هذه الجبهة فسوف تقضي علينا)، هذا الخوف والاعتراف الحوثي بمصيرية هذه الجبهة يدلل على استبسال رجالها، ولكن يا ترى كيف انتكست هذه الجبهة؟!
ماذا حدث ليتم أسر كل ألوية قطاع نجران؟!
من سلم هذه الألوية بعدتها وعتادها للحوثيين؟!
لا يخفى على الجميع العداء الذي يكنه الإخوان للسلفيين، ولعل ما جرى في حجور خير دليل للخذلان الذي تمارسه الشرعية ويحلو للإخوان ضد من لا يتفق معهم، ولعل هذا العداء هو السبب خلف البيع الذي تم في الكواليس بين الحوثيين والإخوان، فتم تعرية ظهر الألوية الثلاثة وإيقاف الدعم والإسناد اللازم، كل تلك الظروف توافقت أيضاً مع دعوة القيادي الإخواني حمود المخلافي للانسحاب من تلك الجبهة، فالمعلومات تشير إلى أن الإخوان زجوا بأعداد كبيرة من منتسبيهم لهذه الجبهة ليكونوا ورقة يتم استخدامها في هكذا ظرف، فمعركة الإخوان هي السعودية وليس الحوثيين، وهدفهم إيذاء السعودية التي تحتضنهم وتدعمهم، أما الحوثي فهو شريكهم المتناغم معهم في عدد من الأهداف أهمها عدم إيمانه بالدولة الوطنية ومؤسسيتها، وتحجره الفكري والسلالي وتطرفه الذي يبرر لهم تطرفهم أيضاً، فبقاء الحوثي قوة كبيرة يسهل للإخوان الاستمرار بما يقومون به من تسيير للشرعية الرخوة والاتجار بالمأساة الإنسانية للشعب ويضمن لهم نهب ثروة البلاد في مارب وشبوة وتشكيل جيشهم الحزبي المتطرف.
وكخلاصة لحقيقة مُرة، إن دور التسليم والاستلام في قطاع نجران لن يكون الأخير، وحالة الخداع والكذب على السعودية ليست الأولى أيضاً، فالتحالف عموماً والسعودية واليمن خصوصاً وقعا ضحية المشروع الإخواحوثي، وهرطقات السفير آل جابر الجوفاء.