د. صادق القاضي
مع "الرئيس هادي": الحرب بلا قائد.. واليمن بلا رئيس!
قال رئيس الحكومة الأسبق "عبد القادر باجمّال" عن الرئيس "صالح":
إنه قائد شجاع.. لا يقول لجنوده: "تقدموا"..
بل يقول لهم: "اتبعوني"..
كان ذلك خلال "حرب الانفصال"، كمادة للمقارنة بالحرب الراهنة، ضمن قضية تتعلق بمصير شعب ومستقبل وطن، ومن التفاهة شخصنتها، أو مناقشتها داخل دائرة التحيزات.
كانت "حرب الانفصال" سيئة.. لكنها كانت أشبه بعملية جراحية دقيقة وسريعة، خسرت اليمن خلالها الكثير.. مادياً ومعنوياً وبشرياً.. لكنها، على الأقل، ربحت الوحدة والسيادة.
بينما "حرب الانقلاب" الراهنة، المتهالكة على مشارف عامها الخامس، أشبه بعملية التعذيب والقتل البطيء، خسرت اليمن خلالها كل شيء تقريباً، وتوشك على خسارة الجمهورية والوحدة والدولة والسيادة، بشكل كامل.. حتى إشعارٍ بعيد!
الفرق فرق في القيادة، قبل أيّ شيء آخر، وإذا كانت الأمانة والموضوعية تسمحان بقول الكثير ضد الرئيس صالح، إلا أنهما لا تسمحان بقول أي شيء مهم لصالح الرئيس هادي.
الحرب، أي حرب، تحتاج بالضرورة إلى رئيس قريب من شعبه، والرئيس هادي يرفض منذ سنوات -حرصاً على حياته- العودة إلى بلاده التي دفع الرئيس صالح حياته ثمناً لرفضه الخروج منها.!
الحرب، أي حرب، تحتاج بالضرورة إلى قائد قريب من جنوده، وهذا الرئيس ليس فقط بعيداً عن الحرب وعن جنوده، بل لا يدري كم هم.. ولا أين.. ولا كيف وضعهم..!
لم نعد نطمع منه أن يقول لجنوده: "تقدموا".. لكن -على الأقل- أن يقول لهم: "حافظوا على مواقعكم".. أو حتى: "انسحبوا بشكل تكتيكي".!
بل إن أقصى ما نريده منه هذه الأيام هو توضيح حقيقة ما يحدث لجنوده في الجبهات، قبل أيام تمّ محق جبهة كاملة، بجنودها وضباطها وقياداتها.. قتلى بالمئات، وأسرى بالآلاف، واغتنام معدات عسكرية هائلة!
خبر صاعق، استنفر سخط جميع اليمنيين، الذين توقعوا أن تقوم حكومة هادي، ولو، بتوضيح حقيقة ما حدث بشكل رسمي مسئول.
لكنها لم تعلق بأي شيء، فقط أوعزت لبعض الناشطين في مواقع التواصل الاجتماعي بتوضيح أن الأمر مجرد إعلان حوثي متأخر لنتائج معركة سابقة، حدثت في صعدة لا في نجران..!
ليكن.. لكن حتى "المعركة السابقة" لم توضح هذه الحكومة حيثياتها: كيف.. وكم.. وأين.. ولماذا.. ومن هو المسئول؟!
كل ما نعرفه عن الكارثة نعرفه من الرواية الحوثية الرسمية، أو من كلام غير مسئول من مصادر غير رسمية!
لا شك أن الرواية الحوثية مبالغ فيها، لكنها صحيحة، وتأكدت بأكثر مما ينبغي، ككارثة عسكرية كبرى تستوجب في الوضع الطبيعي إقالة الحكومة وإحالة وزير الدفاع وكبار قيادة الجيش للمحاكمة العسكرية.
ليست هي الفضيحة الأولى ولن تكون الأخيرة، وكما في كل مرة لم نسمع حتى بإقالة مسئول حكومي، أو إحالة قائد عسكري للتحقيق!
هل حدث مثل هذا في أي مكان آخر في العالم؟!
هل وُجدت حكومة خائبة مثل هذه في أي زمان آخر؟!
هل سبق لأي دولة في العالم أن أصابتها اللعنة على شكل حاكم خذل شعبه ونكب بلده مثل الرئيس هادي؟!