انتكاسة كبيرة وحالة مزرية وصلت لها جماعة الحوثي، فبعد أن كانت تفاخر ذات يوم بانتصاراتها وكان البخيتي يتجول في مناطق الحديدة وساحلها مرتدياً أثقالاً كثيرة من (الجعب) والكلاشينكوف والقنابل واللاسلكي، ولولا عدم القدرة حينها لظهر حاملاً مجموعة ألغام وصاروخا بالستيا، كون الرجل مهووسا بالظهور وموكلا له التصوير والترويج والفسبكة داخل الجماعة، وذاك حجمه ومكانته كزنبيل وفيّ!!
بعد كل الشطحات والخيلاء الذي عاشته جماعة الحوثي المتبجحة ذات يوم بشعار (الريوس مفصول)، شاءت الأقدار الإلهية والإرادة اليمانية أن تفصل الريوس وتحرق الطقم وتسحق الجماجم الحوثية المارقة، فلم يعد كفيلا بعدها بتجميعها سوى (شيول) المقاومة والوطنية والقوات المشتركة عموماً في الساحل الغربي، بينما شبعت وحوش البرية من جثث الحوثيين في الفاخر وقعطبة وأودية وشعاب الضالع.
من قوة إلى ضعف، ومن تقدم إلى تراجع، انكسار واندحار، ضوء ساطع صنعته القوات المشتركة في الساحل، بدد ظلام المليشيات، ولعل البخيتي أكبر الخاسرين من ذلك، فلله در رجال الرجال، أسود اليمن، وأبناء سبتمبر وأكتوبر الذين حولوا القيادات الحوثية إلى باحثين عن قمامة يعيدون تدويرها، وجعلهم يبحثون عن أي نصر معنوي بعد أن أفقدتهم سواعد وبطولات رجال الساحل الغربي أي نصر، وفصل عن أطقمهم وخططهم وعقولهم (التقدم) فاستبدلوا بذلك (الريوس) ما استطاعوا له سبيلا.. ولله در أبطال الساحل ايضاً الذين لم يتركوا للجماعة أي فرصة للتباهي بأي نصر سوى التسللات التي لا يعود منفذوها..
لقد شكلت جبهة الساحل بكافة تشكيلاتها صداعا للحوثيين، بل موتا محققا حين اقتربوا منها، وبات حراس الجمهورية خصوصاً كابوسا يؤرق الجماعة، وفي سبيل ذلك تبحث الجماعة عن أي عائد أو مفصول من تلك الجبهة لتتصور معه وتلمعه بغية تحقيق أي انتصار يستطيعون أن يكذبوا به على أتباعهم.
فسبحان الله الذي كسر الحوثيين، ونصر أبناء المحافظات الجنوبية على الإخوان المسلمين، وتحية للأبطال الأوفياء لوطنهم ونظامهم الجمهوري الذين حولوا البخيتي وجماعته إلى مصورين محترفين يبحثون عن نصر إعلامي، بعد أن كانوا قتلة مأجورين يسعون لفرض واقع إمامي.