في الساحل الغربي إرادة تفت الجبال، لكن ما تسمى بالشرعية تخذلها، وفي الساحل الغربي رجال يقهرون الصعاب، ولكن مهزلة ستوكهولم قهرتهم، فالإرادة والقدرة والاستبسال سمات أولئك الأبطال الذين توحد اليمن سواعدهم المتراصة صفاً واحداً وبنادقهم الموجهة نحو من شظى البلاد وقهر العباد وخطف الجمهورية.
مؤمنون بالله والوطن، ومستعدون للتضحية في سبيل اليمن ورفع الظلم عن كاهل الشعب، تماهت كل انتماءاتهم، يعرفون أن بوصلتهم تشير نحو صنعاء، ورصاصهم واجبه فقط لجم الإمامة الجديدة وكبح جماح الجنون الذي تتعامل به، ووقف الإرهاب الذي ينشرونه خطفاً وغدراً وسحلاً وقتلاً وتفجيراً، منذ 2004 وحتى اليوم.. في الساحل الغربي قوة يعول عليها الشعب لعلها تكون ذخراً للوطن، وخلاصاً من الشرور، رغم تكالب الأعداء وتعدد الاستهداف ضد تلك القوة الفتية التي آمنت بربها وشعبها ونظامها.
ينادي الساحل الغربي بصوت لا مصلحة فيه ولا مناطقية، أن هلموا إلى خير العمل، خير الجهاد وثبات الخطى وصدق النية لاستعادة اليمن، لا معارك حزبية، ولا صراعات ثانوية، لا استهداف لمكون ولا تحرير لمحرر، لنكن كما الجياد أعناقاً مرتفعة للعلالي، واتجاهنا للأمام دوماً... ينادي أبطال الساحل كل الفرقاء الحزبيين، أن توحدوا لنستعيد بلادنا، فصنعاء العاصمة مختطفة، وقياداتنا الحزبية ومن نحترم من الشخصيات الاجتماعية يعانون ما بين خطف وإخفاء، وتهديد وإقامة جبرية، أو رضوخ مذل وصمت، ليس أحد أفضل حالاً من الآخر، كلا الفرقاء السياسيين والمتحزبين غادروا صنعاء قسراً، فتعالوا لنعود إليها ونهديها نصرا مؤزرا.
لا تدعوا المخاوف تأخذكم بعيداً، فلن يستطيع أحد إلغاء الآخر، فلتتصالحوا لأجل الوطن، إن كان رفعة اليمن وشعبه هدفكم الحقيقي الذي تسعون إليه، ولعل التأكيدات المستمرة للعميد الركن طارق صالح بأن بنادق الأبطال لن توجه إلا للحوثيين حتى يجنحوا لسلام حقيقي أو ينكسروا على يد الجميع، وفي خطابه مساء الخميس 17 أكتوبر 2019، تمنى على الفرقاء السياسيين التصالح وتوحيد الجهود، ليتحرك الجميع لتطهير تعز، والوصول إلى الحديدة التي باتت على مرمى حجر، لولا الاستثمار الأممي والرغبة البريطانية وتجاوب الشرعية لتلك الرغبة والضغوط، الأمر الذي أوقف تقدم الأحرار، ولعله توقفاً لن يطول مع استمرار تعنت الذراع الإيرانية.
مخاوف الإخوان من قوات طارق مبالغ فيه ولا مبرر له سوى رغبتهم في استمرار الصراع وبقاء الحوثي، والخفة التي تتعامل بها الشرعية لا تفسير لها إلا رضاها وقبولها بتثبيت الحوثي لتستمر هي في منفاها متمسكة بقميص عثمان (الشرعية) دون أن تتحرك فعلياً لإثبات تلك الشرعية واستعادتها وتثبيتها.
لا ننكر أننا قد يئسنا من الشرعية في الخلاص، وفقدنا الثقة في من يدعي مقاتلة الحوثي، لأن الخلافات التي يظهرونها والعداوات التي يبدونها، وحملات التشويه والشيطنة التي يديرونها ضد بعض، تعطي رسالة مفادها (يمدد الحوثي ولا يبالي)، ولكننا عندما نشاهد تلك الإرادة والبسالة والتسامي فوق كل شيء التي تبديها قوات حراس الجمهورية وقائدها، يعود لنا الأمل بأن هناك عقلاء أوفياء يعملون بكل صدق من أجل الوطن، ويسعون بكل جهد لرأب الصدع من أجل اليمن.. فنقسم بأننا معهم، ومنهم، وماضون على نهجهم، بندقية تقاتل الإمامي الباغي، وحروف تفضح جرائمه، وكلمه توحد المجتمع بكل مكوناته لإنقاذه من شر الإمامة الحوثية التي تمتهنه وتجره للوراء يوماً بعد آخر.