لم يكن مستغرباً ما أقدمت عليه مليشيا الحوثي الكهنوتية من طمس لجريمة تفجير جامع النهدين التي استهدفت قيادات الدولة اليمنية وعلى رأسها الرئيس السابق علي عبدالله صالح، في 3 يونيو 2011.. فما قامت به مليشيا الحوثي من مبادلة مجرمين إرهابيين بمجموعة من أسراها، يثبت مدى التنسيق بين المليشيا وجماعة الإخوان في اليمن -حزب الإصلاح- وسعيهما لإغلاق القضية من خلال تهريب منفذي الجريمة كما جرى ما بين 2012-2014، أو من خلال عملية التبادل التي تمت منذ يومين. فالإخوان الذين نفذوا جريمتهم وفشلوا في قتل صالح، لبى رغبتهم الحوثيون ونفذوا جريمتهم في ديسمبر 2017.
من وجهة نظري، لقد وقعت جماعة الإخوان -حزب الإصلاح- في فخ لم تحسب حسابه بقبولها هذه المبادلة التي تم بموجبها الإفراج عن مجموعة من الأسرى مقابل موقوفين على ذمة قضية جنائية اعتبرها مجلس الأمن جريمة إرهابية ويطالب بكشف المخططين والممولين والمنفذين لها وفق ما صدر عنه في القرار 2014 للعام 2011، فموافقة الإصلاح تثبت الاتهامات للحزب بالوقوف خلف تفجير مسجد النهدين.
اعتراف الإصلاح الضمني بوقوفه وراء الجريمة، كان مبكراً منذ أن علق الشيخ الهارب حميد الأحمر لافتات الشكر للإرهابيين الذين أفرجت عنهم حكومة باسندوة في يوليو 2014، ووصفهم بأبطال "الثورة"، وعلى هذا المنوال مضت المنابر الإعلامية الإخوانجية وذباب الجماعة الإلكتروني منذ قبل الأمس في نشر المقالات والتمجيد لأولئك القتلة الذين يسميهم الإصلاح أبطال الثورة!!
اليوم، وبعد هذه المسرحية المخطط له سلفاً من حلفاء الساحة (الحوثة، الإصلاح) هل سيظل المؤتمريون (الحبوبين) يدعون لوحدة الصف مع إحدى الجماعتين؟!
وهل ما زالوا يصدقون قول الإصلاح (لقد حزنا على صالح أكثر من أنصاره)، رغم أنهم هم القتلة الأوائل له؟!
هل سيبقى المؤتمريون والقبائل الواقعة تحت سيطرة الحوثي خانعة ومصدقة لقولهم كان قتل الزعيم عفوياً، بينما هم يميعون قضية اغتياله الأولى ويكافئون المجرمين بالإفراج؟!