رشاد السامعي

رشاد السامعي

تابعنى على

سحقاً خطيب الجمعة

Friday 01 November 2019 الساعة 06:27 pm

كتبت الجمعة السابقة منشوراً بعد صلاة الجمعة وعنونته بكلمة شكراً خطيب الجمعة.. وفي نفس المسجد صليت اليوم لكن مع خطيب آخر ورغم أنه من نفس التوجه السياسي للخطيب الأول إلا أن خطبته كانت في الاتجاه الآخر تماماً.. وهذا رأيه ومن حقه، لكن ما دام وخطبته مفروضة علينا كمصلين فيجب أن أطرح رأيي فيها وهذا أيضاً رأيي وحقي..

سأعنون المنشور هذه المرة بكلمة: سحقاً خطيب الجمعة..

لماذا؟ سأقول لماذا.

بدأ الخطيب خطبته مباشرة بالاستشهاد بالنص القرآني قوله تعالى {ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها}.. عرفت أن الخطبة ستكون عن الفساد لكن لم أستطع من خلال الآية تحديد ما يريد قوله الخطيب.. فالآية لا تنطبق مع واقعنا.. وبعد نهاية الخطبة فهمت القصد، فالخطيب يقصد بقوله تعالى {ولا تفسدوا في الأرض}، يعني المحتجين الذين خرجوا لإسقاط الفساد.. ويقصد بقوله تعالى {بعد إصلاحها} أي السلطة المحلية والأمن..

وسرد بعض أمثلة الفساد ومنها:

غياب المدرسين وقال إن هذا جزء من الفساد بحجة النزوح... جزء من كلامه صحيح، ولكن لم يذكر ولو تلميحاً أن رواتب كثير من المعلمين متوقفة لأشهر..

لم يذكر، ولو تلميحاً، الاستقطاعات التي يتعرض لها المدرسون، كانوا موجودين أو غياباً، ولم يذكر أين تذهب هذه الاستقطاعات؟

لم يذكر أن كثيرا من المدرسين النازحين الذين نزحوا بيوتهم قد تكون محتلة من أفراد محسوبين على المقاومة، أو بيوتهم تقع في خط النار، أو مهدمة، أو أي أسباب أخرى..

لم يذكر دور إدارة التربية ومدراء المديريات والسلطة هم من يغطون على بعض المدرسين بسبب المعرفة والوساطة أو تقاسم الرواتب.

ذكر أيضاً عمال النظافة الذين يطالبون برواتبهم، وقال كثير منهم بالحوبان نازحون وهم يطالبون برواتبهم.. وكأن الحوبان هذا لا يتبع تعز.. كأنه يتبع إب أو ذمار... يلومهم ليش نازحين.. ولم يذكر ولو مجرد تلميح إلى الملايين التي تنهب باسم الصندوق.

ولم يذكر، ولو من باب التلميح، الايرادات التي تنهب لجيوب عتاولة الفساد وكيف يتقاسمونها. ولم يذكر أن عمال النظافة اللي داخل المدينة بدون رواتب بغض النظر عن من هم خارجها..

لم يذكر، ولو من باب التلميح، الضرب والسحل الذي تعرض له عمال النظافة والمرأة التي أسقطت جنينها بسبب الضرب.

ولم يذكر، ولو من باب التلميح، تراكم القمامة وموت الناس بالملاريا والضنك.. ولم يذكر الأهم وهو أن هؤلاء العمال وإن عادوا لن تقبلهم السلطة المحلية ولن تسمح لهم بالعمل لأنها حسب قولها لا تستطيع استيعابهم.

لم يذكر أن راتب العامل 27 ألف ريال فقط.

لم يذكر أن عشرات عمال النظافة داخل المدينة بدون عمل لنفس السبب.

ثم بدأ بتشتيت الموضوع وذر الرماد على العيون، فذكر فساد الأبناء، وفساد الفتيات، وفساد التجار... وغيرها لا أتذكرها..

والأغرب من كل هذا ختم خطبته باتهام المحتجين أنهم ثعالب السياسة لأنهم خرجوا يسقطون الفساد.. وبأن لهم أغراضا وأهدافا أخرى.. وقال لا تسقطوا فسادا لا تعرفون كيف تصلحون.. بهذا المنطق.

هذا الخطيب هو نفسه الذي ضج رؤسنا في 2011 وغيره الكثير.. بالخروج ضد صالح ومحاربة فساده.. والوقوف ضد الظلم.. وحث الناس على التعبير عن رأيهم، وعدم السكوت عن حقوقهم.

لم يذكر قصة واحدة من قصص معاناة الناس ولا من صور الفساد وهواميره وأنا مركز بكل حواسي من بداية الخطبة حتى نهايتها..

أخيراً حتى يكون هذا الخطيب منصفا ومحايدا طالب المصلين بتفعيل القضاء..

حسناً سيدي الخطيب.. سيكون ذلك.. ويوم غد أولى البشارات.

*من صفحة الكاتب على الفيسبوك