عبدالله فرحان
وحدوية الإمارات ويمنية محمد بن زايد
أعتقد أنه آن الأوان لنعترف بالدور المحوري الأكثر من إيجابي الذي لعبته دولة الإمارات في اليمن بهدف السير نحو تحقيق المصالحة الوطنية وتجسيد الوحدة وفق خطوات مدروسة وأسس مفاهيم الشراكة الوطنية.
ولعل هذا من قبلي شخصياً وعن قناعة هو الاعتراف الأول بالجهود الإيجابية للإمارات والتحالف منذ مشاركتهم في اليمن.
لقد استطاعت الإمارات أن تلملم الشتات الحراكي والمليشاوي في الجنوب في كيان سياسي موحد، وإفراغ تشظي القضية الجنوبية المتباينة الأفكار والمطالب والقرارات جميعها في قالب حراكي موحد وإبراز القضية بوضوح ورؤية موحدة على طاولات التسويات.
استطاعت أن تخلق كيانا سياسيا عسكريا مجتمعيا يتصدر المشهد بقيادة موحدة ومسؤولة تتحمل الالتزامات ومسؤولية الفشل أمام الوطن والشعب والمجتمع الدولي ككيان مسؤول يمكن التفاوض معه لإعادة بلورة شكل الدولة وتحقيق الوحدة الحقيقية.
دفعت الإمارات بطريقة جداً ذكية بمكون الانتقالي إلى أن يكون ندا مسؤولا مقابل الشرعية وليعقبه ضغط احترافي لتحقيق التقارب وفق اتفاق توافقت عليه مسبقا مع المملكة السعودية.
لم يكن اتفاق الرياض 5 نوفمبر إلا ترجمة عملية لمسار خطة إماراتية سعودية دولية تتمحور أهدافه حول إعادة دمج الأمن والجيش بطريقة مؤسسية بعيدا عن التشكيل السابق القائم على أسس المناطقية والفئوية وليتحول الجميع إلى جيش دولة، منتمٍ للوطن ككل ومرجعيته القوانين المؤسسية.
وليتزامن ذلك الإجراء العسكري والأمني مع عملية دمج مؤسسية في تشكيل الوزرات والحكومة وإعادة بناء المؤسسية في هياكل المحافظات لتتجسد الوحدة الوطنية في الدمج المؤسسي خلافا لوحدة 1990 التي ظلت فيها المؤسسات وتحديدا العسكرية قائمة على أسس انفصالية وإعداد للانقضاض على بعضها وخلافا أيضا لإعادة البناء المتبع حاليا عقب تحرير المحافظات.
أخيراً، فإني على ثقة بأن الإمارات لديها باع واسع من ثقافة بناء الدولة الاتحادية استناداً لتجاربها الاتحادية الأكثر نجاحاً على مستوى العالم.
* من صفحة الكاتب على الفيسبوك