بعد إحاطة مملوءة بالكذب والأحلام الزائفة تحدث فيها
مبعوث الأمم المتحدة كعادته عن قرب إحلال السلام، وقدم تحياته المعتادة لحكومة هادي والحوثيين لما يظهر أنه من حرص للتوصل لحل للأزمة اليمنية، التي تعد مصدر "رزق" غريفيث والمنظمات الأممية وقبل ذلك مصدر الإثراء الحوثي الإخواني.
كعادته يبيع غريفيث الوهم لمجلس الأمن، ويصور نفسه كوسيط ناجح، بينما هو منغمس في الفشل من رأسه حتى أخمص قدميه، ولعل كذبه وتزيفه للحقائق ورسم صورة مغايرة للواقع أمر مستساغ لدى المجتمع الدولي الذي يريد إطالة الحرب في اليمن لمآرب شتى، لا يعلمها إلا غريفيث وبريطانيا، بالإضافة لألمانيا والراسخين في الدسائس.
بوقاحة منقطعة النظير يتحدث غريفيث للمرة الألف عن رغبة الحوثيين بالسلام، والتوقف عن النهب، وقبولهم بتوريد إيرادات الدولة لدفع المرتبات، ويشيد بخطواتهم الوهمية التي لا يستبعد أنه من يوعز إليهم القيام بها خصوصاً قبيل جلسات مجلس الأمن، ليتمكن من الحصول على مبرر لمدحه إياهم، وبعد ذلك يغض طرفه عن إجرامهم وإرهابهم، رغم أنه يعلم بأنهم أبعد من يكون عن السلام.
ما جرى من استهداف للمخا بالصواريخ البالستية والطائرات المفخخة هو الرد العملي من قبل ذراع إيران في اليمن "الحوثيين" على خطوات السلام التي يتحدث عنها الرجل البريطاني المسن "غريفيث"، كما أنها الجواب الصريح لما يجري في مسقط من نقاش ومفاوضات سعودية -حوثية.
تظهر خطوات بناء الثقة من طرف الحوثيين باستهداف حيس والتحيتا بشكل شبه يومي، وتتضح تنازلاتهم من أجل السلام في استمرار حصارهم لتعز ونهبهم للمساعدات وتلغيمهم للمزارع والطرقات، ويتجلى قبولهم بالتعايش والحرية من خلال ما يجري في مناطق سيطرتهم من اعتقالات وتكميم للأفواه وآخر تلك "الحرية" على الطريقة الحوثية، قيام الأمن القومي التابع لهم بإعلام ثماني قنوات إذاعية في صنعاء بأنه بصدد إغلاقها بعد أسبوع، ليبقي للناس صوتا واحدا بلون وفكر واحد، وهو صوت الحوثي وزوامله وهرطقاته، ورغم ذلك يشيد بهم غريفيث؟!
يموت الناس جوعاً ومرضاً في الحديدة وتعز وإب، والحوثي متفرغ لسرقة المساعدات الإغاثية، بينما يتفرغ غريفيث لتنميق الكلمات وتزيين العبارات التي سيمدحهم بها في أي لقاء أو إحاطة أو مؤتمر صحفي!!
يعرف العجوز البريطاني المتقاعد "غريفيث" أنه سيعود للفراغ والوحدة إذا ما انتهت مهمته الأممية في اليمن، لذا تجده الأكثر حرصاً على إطالة أمد الصراع، كما يحرص على قلب الحقائق وممارسة الضغط على المتراخين أصلاً "حكومة هادي"، ليوقف الجبهة هذه أو تلك.. محولاً نفسه بقناعة ووفق المخطط المرسوم للصراع في اليمن من وسيط أممي مهمته سرعة إيجاد حلول توقف نزيف الدم وتشظي البلاد، إلى سمسار يبيع ويشتري في معاناة شعب ومستقبل وطن.