جلال محمد
2 ديسمبر.. يوم سقط الحوثي في الشمال وتوارى أتباعه
تقترب الذكرى الثانية لانتفاضة الثاني من ديسمبر المجيدة، ويقترب معها موعد خوف وهلع وربما جنون الحوثيين، فهذا اليوم ليس مجرد يوم اعتيادي في روزنامة أيامهم المليئة بالإرهاب والتجبر والغطرسة، بل هو ذكرى للانتكاسة التي حلت بهم والخوف والارتباك الذي ظهر في تصرفاتهم في يوم الثاني من ديسمبر 2017م، يوم سقطت فيه أحلامهم، وعرفوا مدى حجمهم ووهنهم ومقدار ضعفهم أمام إرادة وتحرك الشعب.
فأمام أقل من مئتين مقاتل كانوا في بيت الشهيد الزعيم وأبناء أخيه سقطت هيبة الكهنوت، ومع صرخات الشعب وترديده لعبارة "لا حوثي بعد اليوم" كانت محلات "السرويس" تسابق الوقت لغسل "اللون الأخضر" من على سيارات مشرفي ومنتسبي مليشيا الكهنوت الحوثية الذين امتلأت بهم محلات السرويس، وانهمك البعض الآخر في تمزيق صورة الملعون عبدالملك من على سياراتهم أو أغلفة "جوالاتهم".
في ذلك اليوم المجيد، والذي لا يمكن أن نتحدث فيه عن خيانة أو غدر تعرض له الشهيد الزعيم، لأننا لسنا مطلعين على الأمر، رغم إيماننا بحدوثه فعلاً، ورغم ذلك وجه الشهيد الزعيم صفعاته التي أرسلت الحوثيين للحضيض سواء من خلال انهيار الهالة التي صنعوها عن قوتهم وشجاعتهم اللتين سرعان ما فقدوهما لمجرد خطابه الصباحي، أو لبأس رجالهم الذين تساقطوا كالذباب في شارعي الحي السياسي والجزائر وأزقة حواريهما، رغم أن المعركة لم تكن متكافئة سواء في الرجال أو العتاد، حيث لم تكن تتجاوز جغرافيتها 4 كم مربع، وبسلاح شخصي ومتوسط قاتل الأبطال من حمايات ومرافقي الشهيد صالح وأقاربه قتالا يشهد به العدو قبل الصديق ببسالة وشجاعة منقطعة النظير.
في الثاني من ديسمبر 2017، تم وضع خارطة طريق واضحة لاستعادة اليمن، تحدث بها الشهيد صالح، ومضى في تطبيقها مقاتلاً بشجاعة واستبسال، ليكون في مقدمة الشهداء على طريق استعادة الجمهورية والدولة ومؤسساتها، ومعه عدد من رفاقه ومرافقيه، ولأن ما تحدث به من وصايا هي المحرك الفعلي لكل من في قلبه ذرة حب للوطن والنظام الجمهوري والعدالة والحرية والمساواة، فقد هيأ الله لليمن من بعده رجالا أوفياء ومؤمنين مخلصين لوطنهم وفي سبيله انطلقوا لتكوين النواة الأولى للمقاومة الوطنية في عدن والمخا التي احتضنتهم وقدمت لهم عبر التحالف، خصوصاً دولة الإمارات العربية المتحدة، الدعم والإسناد والتدريب والتأهيل ليكونوا نواة لقوة عصية على الانكسار، لسان حال منتسبيها "خسرنا معركة، لكننا لم نخسر الحرب".
لقد استطاعت الانتفاضة أن تكون دافعاً للآلاف من أبناء الجيش والمواطنين للالتحاق بقوات الساحل الغربي، ومن هناك لقنوا الحوثي، وما زالوا، دروساً لن ينساها، ولولا رضوخ "الشرعية" لأحقاد الإخوان وضغوط المبعوث الأممي لما توقف الأبطال في جامعة الحديدة، ولا أبالغ إن قلت إنه لو فتح لهم المجال لكنا الآن نحتفل بالذكرى الثانية للانتفاضة في السبعين.
من أراد الجمهورية والدولة عليه أن يستعيد صنعاء المختطفة، وأن ينطلق للساحل فهناك قيادة وطنية ورجال أشاوس، ماضون على درب الشهداء، واثقون بالله ومؤمنون بالوطن، يدركون متغيرات الواقع واستحقاقاته التي لا بد أن تعالج ما كان في السابق، فهم هناك مقاومة الشمال وأبطال الجنوب، يجمعهم هدف واحد، ويؤمن كل منهم بالآخر، صنعاء هدفهم والحوثي عدوهم، سلاحهم موجه نحو الحوثي، ولا يمكن أن يلتفتوا لهرطقات الإخوان رغم حذرهم الشديد واستعدادهم الكبير لأي مفاجأة تنتج عن التحالف "الحوثي - الإخواني".