تحتفل دولة "الإخوان" وشريكهم "هادي"، ومعهم "الحوثيون" بعيد الاستقلال في مشهد يبعث على السخرية والحزن والضحك في ذات الوقت، فالمتناقضون دوماً تلازمهم صفات متناقضة أيضاً.
الاستقلال الذي ضحى من أجله صناديد الرجال من أبناء الجنوب، وبعزيمتهم وإرادتهم طردوا مملكة الاحتلال "البريطاني" التي طالما تباهت أنها لا تغيب عنها الشمس، ولكنها أفلت في عدن، والمضحك أن يحتفل الإخوان وشريكهم هادي بهذه المناسبة وهم فاقدو الأهلية في هذا الأمر.
فعلى سبيل المثال، كيف لهادي أن يحتفل بعيد استقلال البلاد وهو قد أضاع البلاد والعباد، وسلم دولة بكاملها وسيادتها وجيشها ومؤسساتها وجوهر استقلالها لجماعات دينية متطرفة بينها وبين "الاستقلال" ما بين المشرق والمغرب.
فالإخوان كأدوات تابعة لقطر ومؤامراتها، وأهواء أردوغان ونرجسيته، لا يحق لهم التشدق بالاستقلال، وهم تابعون خانعون في أيديولوجيتهم وتحركهم وقرارهم، ومستعبدون حد الذل لمموليهم، ومن لم يتحرر من احقاده وتبعيته ولصوصيته ليس جديراً بالحديث أو الاحتفال بالاستقلال.
أما الحوثي، فيكفيه عاراً أن مجرد لفظة "حوثي" تعني في قاموس الشعب مجرد إيراني عميل، أو قاتل مأجور، تحركه الأجندات الخارجية، والأحقاد التاريخية، ويكفي أن تقول "الحوثي ضد امريكا واسرائيل" لتسمع الرد من الكبير والصغير من أبناء شعبنا بأن هذا العداء كذب لا صحة له، لتتعرف من خلال ذلك أن تلك المليشيا مجرد تابعة عميلة غير مستقلة في قرارها، وليست سوى "قفاز إيراني" لعين.
الاستقلال لدى الإخوان أن ينفردوا بمستقبل اليمن وأن لا يخرج عن مدار الدوحة وأنقرة، ولدى الحوثيين أن يكون مبدأ الولاية هو أعلى مراتب الاستقلال ولا ينبغي لليمن وشعبه أن يخرج من تحت عمامة الولي اللعين والإمام الألعن... وفي قاموس هادي يتجلى الاستقلال في أن يكون له "فندق" لوحده بكل مطاليبه، كتلك التي تقول "اشتي بيت لحالي" لا حد يتدخل بي ولا أتدخل بأحد، اصلاً أنا أحب الاستقلال والاستقلالية.