تلعب قناة الجزيرة منذ إنشائها دوراً تخريبياً لم يعد خافياً على أحد من خلال ما تقدمه من تغطية مفبركة للأحداث الواقعة في دول "مغضوب" عليها من التنظيم الدولي للإخوان، وتركيزها على أي حدث داخل تلك الدول التي تناصب العداء للتنظيم الإخواني، وتهويلها لما يجري، بينما تغض الطرف عن مناطق ساخنة تستحق التغطية والمساندة الإعلامية من أجل "خلاص الشعب" على الأقل من باب إن الجزيرة ومموليها دوماً يتشدقون بأنهم يقفون إلى جانب الشعوب.
منذ عامين ونصف عادت الجزيرة لما بدأته منذ 2006 بتحولها لمنصة إعلامية لأنشطة المليشيا الحوثية، وترويجها لكل عمل مليشاوي يلحق الضرر باليمن وشعبه، ومؤخراً احتل معسكر "يفرس" التابع لتنظيم الإخوان المسلمين بقيادة حمود المخلافي، صدارة أخبار الجزيرة وتغطيتها لدرجة أن الجزيرة أفردت شاشة بثها المباشر حول هذا المعسكر المشبوه، فالتغطية الإعلامية من جزيرة قطر بهذا الشكل يضع خطوطا وعلامات استفهام عدة عن أهداف المعسكر والتوجيهات التي ستصدرها قطر وتركيا لهذه المجاميع لاستهداف الجنوب عموماً وقوات الساحل الغربي خصوصاً، وطبعاً كل ذلك تحت دعوى "تحرير المحرر" وفق الأهداف والتوافقات الإيراقطرية، وما على الجزيرة إلا تقديم المبررات والفبركات والمغالطات الإعلامية.
لدينا في اليمن تجربة مريرة مع الفبركات والتحريض على الاقتتال وتمزيق الدولة في 2011 وحتى اليوم، وتهويلها لما جرى، وخلطها للأوراق، لكنها اليوم تقف صامتة تجاه ما يجري في بعض دول المنطقة، متفرغة لليمن تارة بتشويه دور التحالف، وتارة آخرى بدعم الحوثيين ومؤخراً "إرهابيي الإخوان"، وكأن الجزيرة أنشأت ضد اليمن واليمنيين.
ولعل ما تجهله الجزيرة أيضاً أنها سقطت في العقل الجمعي لليمنيين عدا "أتباع جماعتي إيران وقطر"، ولم يعد لها حضورها وتصدرها المشهد الإعلامي، بعد أن انكشفت حقيقتها وظهر سوء سيرها المدمر، ليصبح بينها وبين المهنية والمصداقية مدى بعيد، خصوصاً بعد أن تحولت من "الرأي والرأي الآخر" إلى وضع "العلف" إلى مشاهدها ليس إلا، فقد رفعت الغشاوة عن أعين الجمهور اليمني، الذي كان في عقل وفكر الجزيرة وممولتها قطر، مجرد مادة خبرية، ومعاناة مصطنعة، وفبركات لا متناهية.
فالجزيرة ومن خلفها قطر، وبعد أن أتمت مخططها في اليمن من خلال الشحن المناطقي والمذهبي، ودعمت وفرقت ومزقت وأنفقت المليارات لتوصلنا إلى ما نحن عليه متحولة من تغطية الحدث إلى صناعة الحدث، لتخلق بذلك غابة مليئة بالضواري، والقتلة، من أتباعها الإسلاميين جماعات وافرادا، يجب عليهم جميعاً أن يفهموا بأن شعار "الرأي والرأي الآخر" أصبح شعاراً ممجوجاً مثيراً للقرف والاشمئزاز، فحقيقة ما يجري أن لا رأي ولا رأي آخر، هناك سوق للماشية تخلقها الشاشة أمامهم، ومخطط تدميري وإرهابي تموله قطر وتروج له قناة الجزيرة!!