عبدالله فرحان

عبدالله فرحان

تابعنى على

انعتاق الأمة من ظلام الأئمة..!!

Wednesday 18 December 2019 الساعة 02:48 pm

عنوان سجع دعوي مفرداته تعيد الذاكرة لاستحضار حقبة السبعينات والثمانينات وخطبها المنبرية التي دشنتها جماعات الإخوان الأصولية الممزوجة بالسلفية الوهابية في إطار مشروع تحالف الامبريالية لمواجهة المد القومي العربي وحركات ثورات التحرر اليسارية والتي أطلق عليها جماعات الإخوان حينذاك "معارك مواجهة الزحف الأحمر".

كانت تلك العناوين تندرج في إطار القمع الفكري والأعمال الجهادية التي تستهدف التيارات القومية واليسار الاشتراكي تكفيرا وإباحة وإقصاء وإحلالا للفكر الأصولي بديلا بالاكراه في اوساط المجتمعات وبدعم واسناد مالي وعسكري من قبل المعسكر الرأسمالي خلال عقود الحرب الباردة التي انتهت معاركها وتحالفاتها عالميا فيما بعد بترميم للعلاقات الدولية وإحلال للسلام الدولي.

المجتمع اليمني للأسف كان اكثر المجتمعات العربية بدرجة اساسية انخراطا بالتبعية في اتون تلك الحروب القطبية وصراعاتها الإيديولوجية الفكرية والاقتصادية، ورغم تبعيته القطبية عالميا متأثرا بعامل التقارب والتباعد التصعيدي فيما بين تحالفات معسكري الامبرايالية الغربية من جهة وحركات التحرر الشرقية من جهة اخرى، الا انه لم ينته بنهايات ذاك الصراع حيث ظل قائما نظرا لطابعه العقائدي ونهجه التكفيري المتطرف كنتاج طبيعي لخطب ومحاضرات السجع التحريضي وفتاوى منابر التكفير الديني خلافا لصراع السياسة والاقتصاد العالمي.

مما جعل ذلك الشحن الاستعدائي عائقا اساسيا امام اية تسويات سياسية وحجر عثرة امام تحقيق المصالحات الوطنية التي اقتضتها ظروف مرحلة ما بعد تحقيق الوحدة اليمنية 22 مايو 1990 وما تلاها من متغيرات سياسية اقتضت تحالفات محلية جديدة فيما بين فرقاء سياسة احزاب اليمين الاصولي واحزاب اليسار التقدمي، ولعل اشهرها تحالف احزاب اللقاء المشترك..

رغم النجاحات النوعية التي حققتها احزاب اللقاء المشترك تقاربا مع بعضها الا ان رواسب ومخلفات الشحن التحريضي ظلت قنابل موقوتة وعبوات ناسفة متجذرة في عقول وفكر ووجدان كثير من شباب مخرجات منتديات ومنابر الشحن الديني المتطرف سرعان ما تنفجر هنا وهناك قتلا واعاقة لانسجام تلك التحالفات واعاقة لتحقيق مصالحة وطنيةواسعة وما كانت حروب صيف 1994 واغتيال الشهيد جار الله عمر وتفجيرات ابين والعرضي بصنعاء ومسجد دار الرئاسة وجامع الحشوش ومجازر حضرموت واستهداف قيادات مشاركة في الحوار الوطني.. الا اثرا رجعيا لشحن الماضي المتطرف وثقافة الكراهية.

اليوم وفي اليمن مجددا في صنعاء وتعز وصعدة ومارب وشبوة وذمار...!!

نستحضر خطاب السجع التحريضي وندوات شحن الكراهية وغرس ثقافة الاستعداء في عقول الاجيال.. لنكرر مجددا جرائم التفخيخ الفكري وبمنهجية عقائدية دينية ذات بعد مذهبي مرتبط بالمناطقية ومصطلحات سبعينات الولاء والبراء والبيعة للامير والمرشد واستحضار ماضي قداسة سلالة السيد والذود عن مقام الامامة، وبين هذا وذاك تزداد الهوة تعميقا وتزداد العبوات الناسفة انتشارا لتفخيخ مستقبل اجيال قادمة.

لا مشكلة في الحرب أو الحروب كضرورة اقتضتها ظروف مرحلة سياسية معينة تحت اجبار وتأثير انانية التسلط السياسي وصراع الاستحواذ الاقتصادي.. فحتما ستنتهي وستفضي عن مصالحة سياسية وجبر للضرر وتحقيق لقانون العدالة الانتقالية لازالة الترسبات رغم كارثيتها..

المشكلة الخطرة تكمن في زرع الكراهية المرتبطة بالمعتقد الديني والفكري وشحن العقول بخطابات الكفر بالاخر والعداء الازلي مستقبلا.

فليس من المقبول مطلقا ان تنصرف القيادات العسكرية (في تعز) عن معارك الحسم العسكري المعول عليها انهاء التمرد العسكري لتذهب بعيدا إلى تقمص دور الوعظ مستبدلا بزته العسكرية بالسروال الابيض الطويل وثوب الخطابة المسمومة لينفخ في عقول الشباب الكراهية والتفخيخ الفكري لتعميق الهوة والعداء المجتمعي وجر البلاد نحو صراعات اجيال قادمة لتستمر تلك القيادات في فرض سلطة امارة الحرب الازلية..

نحن نؤكد مجددا بأن حروب اليمن الحالية حروب سياسية سلطوية وحروب مشاريع دولة ومليشيات وستنتهي بزوال مسبباتها ولا علاقة للمعتقد الديني والفكري، فلكل فكره ومعتقده.. والوطن للجميع.

ولا داعي لخلط الأوراق ومزيد من التفخيخ للاجيال.
وحذارِ حذارِ من العبث الفكري فسيكون وبالاً على الجميع، وقنبلة مزروعة في كل بيت ومؤسسة ومقار.. اللهم فاشهد.. اللهم فاشهد.

**

نصيحة من محب:

لم أجد حزبا أو مكونا مجتمعيا أو نقابيا يشتغل ضد نفسه ويهدم مستقبله بيده كالإصلاح بتعز
دوما متعجل على الطبخة سباقا على اخوته قبل نضجها فيخسرها.

فهل للإصلاح ان يراجع حساباته ليحافظ على الممكن الحفاظ عليه إن تبقى له شيء ليحافظ عليه؟!

**

وهل لنا ان نترقب قرارا يقضي باعلان محور تعز الجنوبي - الغربي ليضم الوية مديريات الساحل والحجرية العسكرية كنوع من الربط العسكري من جهة، ومن جهة اخرى للتأطير الرسمي لقوات حراس الجمهورية وضمها إلى المحور الغربي إضافة إلى قوات اللواء 35 وكتائب أبي العباس التابعة للواء ليتحول محور تعز الحالي إلى محور تعز الشمالي - الشرقي يوازي المحور الجنوبي-الغربي...؟!!

* جمعه نيوزيمن من منشورات للكاتب على صفحته في الفيس بوك