عبدالعليم صائم الدهر

عبدالعليم صائم الدهر

تابعنى على

الإسلام السياسي وعلاقته بإفشال الثوراث العربية

Monday 23 December 2019 الساعة 10:10 am

رغم ان ثوراث ما يطلق عليه "الربيع العربي" نجحت في اسقاط بعض الأنظمة الاستبدادية، إلا أنها لم تنجح في بناء أنظمة سياسية بديلة وديموقراطية تعبر عن تطلعات الشعوب إلى الحرية والكرامة، بل اعادت البلاد إلى مرحلة ما قبل ظهور الدولة حيث برزت التنظيمات الطائفية والمذهبية والارهابية، وحل الولاء للطائفة محل الولاء للدولة والوطن.

فهذه الشعوب لم تكن مقتنعة بضرورة بناء الدولة الديمقراطية الحديثة التي تتجاوز الطائفية والمذهبية والأديان، واعتبار أن الوطن هو الجامع وليس الدين أو المذهب أو العرق، ما أدى إلى حدة التطاحن الداخلي بكل مستوياته بين الطوائف والعشائر، ذلك ان ما كان يهم تلك الشعوب هو إسقاط الأنظمة دون ان تمتلك رؤية واضحة وخارطة طريق لما بعد السقوط.

من ضمن العوامل التي أدت إلى هذا الواقع المزري، نجد على رأسها العامل الديني.. ذلك ان غالبية هذه الشعوب تستجيب تلقائيا للخطاب الديني، ما جعلها ضحية سهلة الانقياد والتحكم والطاعة، مما يفسر فوز الأحزاب الدينية في الانتخابات، (مصر وتونس)، فيما احتضنت شعوب أخرى التنظيمات المتطرفة والطائفية (ليبيا، سوريا، اليمن)؛ ففي اللاوعي الجمعي للشعوب الإسلامية أن التشريعات الدينية هي الكفيلة بضمان العدل وتحقيق التقدم، ومهما كانت قوة الخطاب الحداثي فلن يُقنع الغالبية بأن الدولة الديمقراطية وتشريعاتها المدنية ومؤسساتها الدستورية هي أساس التقدم والكرامة والحرية. فعلى مدى عقود وهذه الشعوب تخضع للشحن الإيديولوجي والفقهي، ما جعلها مسلوبة الفكر والإرادة، إلى درجة أنها تتمثل الدولة الإسلامية ونظام الخلافة أرقى النظم السياسية..