بعد خمس سنوات من الحرب والحصار، علينا أن نقر ونعترف أن تعز تحتاج منا إلى وقفة جادة مع الذات.. وقفة تنتصر لتعز مدينة اليمنيين، وعلينا أن نعترف أولاً وقبل كل شيء بأننا جميعاً قد فشلنا في تحقيق أي نجاح يمكن أن يحتسب لهذه المحافظة التي كانت عبر تاريخ وطننا ولا تزال تمثل قاعدة ارتكاز للمشروع الوطني الجامع، وصمام أمان لضمان أمن واستقرار اليمن ووحدته، بل وأضفنا إلى جراح هذه المحافظة جراحاً أشد وأنكى.
فشلنا في استكمال التحرير.. فشلنا أيضاً في بناء نموذج للسلطة محلية يحتذى به في إعادة الحياة.. فشلنا في تطبيع الأوضاع وإعادة الاعتبار للمؤسسات والقانون..
فشلنا في بناء مؤسسات وطنية وخاصة في الجيش والأمن
وأنتجنا أدوات باتت هي المصدر للتهديد والرعب والإقلاق للمواطنين والسكينة العامة.. فشلنا في التعبير عن تعز، ولم ننجح إلا في أمر واحد هو تشويه القيم ومساواة اللون الأبيض باللون الأسود.
فشلنا في تحالفاتنا الفضفاضة التي كنا ننشد منها تجاوز اخفاقاتنا والخروج ببرامج تلبي طموحات تعز وأبنائها لا لشيء إلا لأنها تحالفات بنيت على أساس واحد هو دعم وإسناد الشرعية التي تم اختزالها في أشخاص بعيدا عن أي توافق أو شراكة وطنية.
لم تعد تعز بحاجة إلى تلك التحالفات التي تختزل الوطن في أشخاص نسميهم الشرعية بقدر حاجتها إلى تحالفات حقيقية تضع نصب عينها إخراج تعز من مآسيها التي تعاني، وتعمل على استنهاض طاقاتها لتعود معافاة وفتية كما كانت.
تعز بحاجة إلى أن تكون تعز التي كانت مدينة اليمنيين وقاعدة الارتكاز للمشروع الوطني.
* رئيس فرع التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري- تعز
▪من صفحة الكاتب على فيسبوك