جلال محمد
الشقاة.. يبيعون اليمن لأنقرة وطهران برعاية قطرية
من يتابع مجريات الأحداث خلال الفترة الأخيرة يجد بشكل واضح ملامح تنسيق إيراني تركي قطري في اليمن بات أمرا ملموسا، في ظل ما شهده ويشهده الملف اليمني والإشارات التي بعثتها أنقرة على تحوّل موقفها إزاء الحرب في اليمن وتبنيها للرؤية القطرية التي تسعى للمواءمة بين دعمها لمليشيا الحوثي وارتباطها بجماعة الإخوان المسلمين في اليمن، ورغبة الدوحة في تأجيج الصراع اليمني واستمرار حالة اللادولة وسيطرة المليشيات على الواقع وتصدر أدواتها للمشهد السياسي سواءً كانت أدوات تابعة بالأصالة كما الإخوان أو الحوثيين التابعين لحليف الدوحة "إيران".
تطابق الموقفين التركي والقطري فيما يتعلق باليمن، مع تزايد المؤشرات على سعي أنقرة للعب دور أكبر عبر جماعة الإخوان المسلمين والقيادات السياسية اليمنية المحسوبة على الدوحة أصبح جلياً واضحاً من خلال ما تجاهر به عدد من القيادات والناشطين المحسوبين على جماعة الإخوان - حزب الإصلاح اليمني- والزيارة التي قام بها فريق تركي لمأرب، وإقامة ما يسمى "معسكر العائدين" في يفرس، ومحاولة استخدام هذه الأوراق والتحركات والتشكيلات المليشاوية للضغط على التحالف العربي بقيادة السعودية، وفق الأجندة القطرية التركية من جهة والتمدد الإيراني في اليمن، وهذا التوافق أو التطابق في المواقف الثلاثية بين "انقرة، الدوحة، طهران" لم يكن وليد اللحظة بل هو أمر مخطط له منذ البداية ولنقل منذ انطلاقة ما سُمي "الربيع العربي" والذي رغبت من خلاله هذه الدول السيطرة على البلدان العربية بعد أن يستكملوا عبر أدواتهم تدمير البلدان وتمزيق الشعوب وإثارة النعرات المناطقية والمذهبية والطائفية، ولا يستبعد أبداً أن ما يجري من تحركات حثيثة وعمل دؤوب من الدوحة لتوحيد جهود الحوثي والإصلاح قد يكون تم طرحه في قمة كوالالمبور التي جمعت قادة الدول الثلاث، التي باتت تتحرك بشكل متزامن ومتواز في كافة الملفات الساخنة في المنطقة.
تصاعد الدور التركي في اليمن تحت غطاء المنظمات الإنسانية التي زار وفد تابع لها محافظة مأرب اليمنية قبل أيام، لم يعد خافياً وليس من باب الإنسانية طبعاً أو الواجب الديني، بل هو نتاج الرغبة التركية للتدخل بصلف مؤامرات جديدة في الملف اليمني، وتحديداً في المناطق الخاضعة لسلطة أتباع أردوغان والدوحة في حزب الإصلاح "جماعة الإخوان المسلمين في اليمن"، والتي تنسجم كلياً مع المخطط الإيراني، ومحاولة توزيع مناطق النفوذ، حيث تذهب المناطق الواقعة تحت سيطرة الإصلاح لصالح تركيا في الوقت الذي تحكم طهران هيمنتها على المناطق الخاضعة لسيطرة الميليشيات الحوثية، ولذا يتم العمل بشكل متسارع وبدعم قطري سخي للطرفين خصوصاً في طل تسريب رسائل سياسية دولية عن قرب انتهاء الحرب في اليمن، ورغبة القوى الإقليمية في توسيع دائرة نفوذها في المنطقة وعلى وجه الخصوص أنقرة وطهران وتحويل اليمن إلى منطقة نزاع إقليمي بالوكالة، بهدف ابتزاز التحالف العربي بقيادة السعودية، عبر الشقاة التابعين لهم في الداخل اليمني والذين هم على استعداد لبيع كل شيء مقابل الحصول على الدعم القطري.