أمين الوائلي

أمين الوائلي

تابعنى على

يمني أَم إصلاحي؟!

Monday 30 December 2019 الساعة 02:58 pm

ما الذي يريده الإصلاحيون؛ عندما يحاربون اليمنيين في وظيفتهم وفي وطنيتهم، ويشنون الحملات، تخويناً وتخويفاً، ضد كل يمني يتحصَّل على بصيص أمل وبسيط عمل، بما أنه غير إصلاحي ولكنه يمني..؟

الحملة الشّعواء التي يشنها الإصلاحيون على عبدالرحيم الفتيح، لتعيينه مديراً لمديرية المخا، ذكَّرتني بالحملة التي شنها الإصلاحيون على الصحفي أمين الوائلي، لتعيينه صحفياً بوزارة الإعلام (...)، أقاموا الدنيا وتعرَّوا أمام الملأ، بينما كان مُطَلفِسون يحدثون، للتو، عن وحدة الصف..

وتُذكّرنا، وسوف تذكّرنا، كل حملة مشابهة، في مناسبة مشابهة، بأنّ اليمنيين متهمون ومدانون ومجَرَّمون، ابتداءً، ما لم يكونوا إصلاحيين.

أنا رفضت التعيين، يومها في الرياض، وبقيت أنا.. الصحفي الذي كُنته دائماً. وكنت موظفاً بمؤسسة صحفية تتبع وزارة الإعلام، منذ أزيد من 15 سنة، لكن من يوم حملة الإصلاحيين وإلى اليوم لا أحصل على مرتبي الشهري البسيط؛ لأنَّ الشرعية تستقي أوامرها وتوجيهاتها من الآمرين بالمنكر الناهين عن المعروف..

لكن الفتيح، من حقه بل ومن واجبه أن لا يرفض، اليوم، وظيفة في المخا. يجب أن نتمرَّد على الكهانة التي تتقاسم الوصاية علينا وعلى بلادنا وحياتنا. الحملة على الفتيح، لخلفيته المؤتمرية، جاءت والمطلفسون يحدثون، كعادتهم، تغريداً، عن وحدة الصف..

من واجب اليمنيين أن يرفضوا كهانة ووصاية الجماعة، على الشرعية وعلى الوظيفة العامة وعلى الحياة برمّتها. لن يكفوا عنّا ما لم نتمرد ونمضي في استعادة الهواء الذي أمَّمه الكهنة من كل نوع وفي كل جهة..

يكفي كل هذه السنوات؛ من الهَدْر والضياع والانسحاق الجماعي المريع، لجماعة صادرت كل شيء لنفسها، وأطالت أمد التيه اليمني، وحوَّلت الشرعية اليمنية إلى امتياز تجاري ومالي ووظيفي في جيب الإخوان.

قضية الفتى البريئ الذي قضى تحت التعذيب في سجن المحور بتعز، لم تجد متضامنين أكثر، بينما يشعلون الحملات ضد مدني حصل وظيفة..